عمال معرفة أم سوق عمل؟

عمال معرفة أم سوق عمل؟
د. ذوقان عبيدات

من المغالطات الأساسية أن نتهّم التعليم بأنه المسؤول عن إعداد الخريجين وفق متطلبات سوق العمل. وأدلتي على ذلك:
– إن سوق العمل متغير تماماً. فهناك أعمال ستختفي في السنوات العشر القادمة، ولا داعي لأن نعد الخريجين وفقها.
– وهناك أعمال سوف تفاجئنا في السنوات القادمة وعلينا أن نستعد لها علماً بأننا لا نعرفها!!
– وهناك أعمال سوف تبقى ولكن ستتغيّر أدواتها وطرق ممارستها.
إذن، فإن أي جهد في سبيل توظيف التعليم لإعداد “موظفين” أو عاملين بمقاسات محددة ليس جهداً مطلوباً! إن الأعوام القليلة القادمة ستنتج لنا أعمالاً غير معروفة، بل لو عرفنا هذه الأعمال، فإن الإنسان يغيّر نمط حياته عدة مرات، ويغيّر عمله مرات أكثر، ولذلك لا ينبغي أن يكرر أحد مقولة إن على التعليم رفد سوق العمل بالعمّال المؤهلين. لقد قاد التغيّر في نهاية القرن العشرين. وبداية القرن الحادي والعشرين إلى مقولة “إنتاج عمال المعرفة” وفنيي المعرفة، واستراتيجي المعرفة.
الاستراتيجيون يرسخون السياسات ويبتكرون الأفكار وفنييو المعرفة هم من يضعون المشروعات والبرامج، وعمال المعرفة هم أيضاً استراتيجيون وفنيون وعمال!!
هم جميعاً من ينتج معرفة. والمعرفة قيمة عالية أو هي أعلى رأسمال حالياً. إن سبعة من أغنى عشرة في العالم هم من عمال المعرفة!! من يستطيع منافسة بيل غيتس في مشروعاته. وكم يبلغ رأسمال جوجل وفيس بوك؟
إن عامل المعرفة هو إنسان القرن الحادي والعشرين. ولذلك على منظرينا أن يدخلوا التعديلات الأساسية الآتية في منطقهم:
– التعليم يعد عمال المعرفة.
– الجامعات تعد عمال المعرفة، وليس عاملين وفق مقاس معين.
إن عامل المعرفة هو القادر وحده على إنتاج عمله. نريد عامل معرفة تاريخ بدل خريج تاريخ
وعامل معرفة لغة بدل مختص اللغة
وعامل معرفة هندسي، وهكذا..
لنعمل جميعاً على انتاج عمال المعرفة. وهذه مهمة مناهجنا!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى