ماذا يحدث في مدارسنا .. بداية غير متوقعة للعام الدراسي والعتوم تحمل المسؤولية للوزارة

سواليف: غيث التل

وصف عدد من خبراء التربية والتعليم بداية العام الدراسي الجديد بــ”الكارثية” دون ان يتوقف الأمر على فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعدد من الطلبة يحطمون مرافق مدرستهم.
فيما اشتكى أهالي كثر في عدد كبير من محافظات المملكة من عدم إعطاء الحصص الدراسية للطلاب وعدم ضبطهم في صفوفهم مؤكدين ان أبنائهم يذهبون كل صباح إلى المدرسة ويعودون وقد أعلموهم بأنهم قضوا كل الوقت في ممرات المدرسة وساحتها بسبب عدم وجود مدير يضبط إيقاع المدرسة.
ويرجع ذلك إلى اقدام التربية على خطوة غريبة وغير موفقة بإحالة عدد كبير جداً من موظفيها إلى التقاعد قبل بدء العام الدراسي بأيام قليلة وعدد كبير من هؤلاء هم من مدراء المدراس دون ان يتم تأمين بدلاء لهم على الإطلاق وهو ما أحدث حالة ارباك شديدة في معظم المدارس الحكومية التي أحيل المدراء فيها للتقاعد.

خلل في الاستعدادات

تّرُجع الخبيرة التربوية والنائب هدى العتوم أسباب الاختلال في بداية العام الدراسي إلى وجود خلل في في استعداد الوزارة لانطلاقه.
فصيانة المباني بدأت في كثير من المباني متأخرة بعض الوقت فيما تم نقل مدارس أخرى إلى أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية وعن مكانها الأصلي وهو ما اجبر المعلمين الذين باشروا دوامهم قبل الطلبة على العمل في ظروف صعبة وسط عمال البناء والصيانة ومخلفات هذه الأعمال وفق العتوم.
وتستغرب النائب المختص بالشأن التربوي قيام الوزارة بإحالة اعداد كبير من المعلمين والمدراء على التقاعد بالتزامن مع بداية العام الدراسي ودون إيجاد بدلاء لهم في ذات الوقت وتشير إلى انه كان من الاجدى بالوزارة ان تأتي بهذه الإحالات بوقت مبكر ليتم التعامل معها بشكل منطقي.
إلا ان وزارة التربية وفي رد على استفسار طرحه موقع سواليف اكدت انها قامت بتكليف مدراء في جميع المدارس التي شهدت تقاعداً لمدراءها وأنها أبلغت مديريات التربية والتعليم بتعيين مدراء وتثبيتهم بدلاً من الذين أحيلوا للتقاعد.
كما ان أصرت الوزارة على ان ما اوردناه سابقاً هو امر مبالغ فيه وان ما حدث في بعض المدراس لا يتعدى حالات لا تستوجب التعميم وأنها ستشكل لجان تحقيق فورية في أي خروقات تثبت لها مناشدة الأهالي بضرورة الإبلاغ عن أي تقصير في مدرسة على مستوى المملكة.

سحب المحتوى الإسلامي.

تضع العتوم عدداً من الأسباب لتصرفات الطلبة التي اثارت الرأي العام في الأردن والتي تم تناقل بعضها عبر وسائط التواص الاجتماعي فيما أكد شهود عيان لموقع سواليف ان حوادث مشابهة حدثت في عدد من المدارس ولكنها بقيت طي الكتمان. وتتساءل عن إثر العملية التربوية في سلوك الطالب وأخلاقه واخلاقه وفي تكوين كيانه حتى تحفظه
وتقول العتوم انه يجب علينا الملاحظة إلى ان الطلبة الذي قاموا بالأعمال المشينة في مدرسة الفيصلية هم في صفوف متقدمة تدرجوا على مناهج الوزارة واساليبها، متسائلة إين التربية التي تعلموها سابقاً في المناهج والقيم والأخلاق المبثوثة فيها؟
وتضيف ان الدول تضبط بمجموعة القوانين والتعليمات والأنظمة الصارمة على مستوى رمي الورقة في الشارع واتلاف الممتلكات العامة والتعدي على حريات الغير لكن وللأسف فإن الأردن لا يطبق القوانين بسبب وجود المتنفذين وأصحاب السلطة.
وتكمل انه وفي بلادنا نحن نطالب بمنظومة القيم والأخلاق والعادات وجميع هذه الأمور منبثقة من الدين الإسلامي ومن المفترض والأصل ان تكون مبثوثة في المناهج،
لكن وللأسف ومنذ عشر سنوات بدأت هذه المناهج بالابتعاد عن المحتوى الديني الذي لا نملك غيره لترسيخ القيم والأخلاق ورفع مستوى الرقابة الذاتية للفرد، وأننا اليوم نقطف ما جنيناه بالإبتعاد عن القيم والأخلاق الموجودة في المحتويات الدينية التي سبحت من المناهج.

كما تضع العتوم بعضاً من اللوم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشكل تعقيد إضافي فأغلبيتنا يرفض هذه المناظر ومع ذلك فإن الأكثرية تقوم بتمريرها ومشاركة مثل هذه الظروف وتنشرها وكأنها تعطي صورة لما حدث وبالتالي ينتقل إلى مدراس أخرى ويتم تقليده وهذا الأمر يشيع التصرفات السلبية من غير قصد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى