عمان – الراي – تفتتح في مدينة البترا الأثرية في الخامس من الشهر المقبل أعمال المؤتمر الأول» للحضارة النبطية في البترا».
ويأتي المؤتمر الذي ينظمه معهد الآثار في الجامعة الأردنية انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الساعية إلى ضرورة الاهتمام العلمي والبحثي والثقافي بالتراث الحضاري النبطي الذي يشكل في تجلياته وجوهره ارثا حضاريا فريدا في معالمه على كافة الصعد المحلية العربية والعالمية .
وقال عميد معهد الآثار في الجامعة / رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور نبيل خيري أن الاستعدادات تجري حاليا بالتعاون مع وحدة الإعلام والعلاقات العامة والثقافية لإنجاح المؤتمر الذي ينظمه المعهد بالشراكة مع مدارس عالمية متخصصة في علم الآثار والتراث الإنساني.
وأضاف الخيري في تصريحات صحفية إن جلالة الملك عبدالله الثاني كان قد وجه الجامعة إلى الإعداد لمؤتمر عالمي يتناول الحضارة النبطية والى تكثيف الحفريات في المدينة الوردية التي تعتبر كنزا أثريا عالميا خصوصا بعد ان دخلت المدينة ضمن عجائب الدنيا السبع .
ووضح عميد المعهد أن المعهد نفذ خلال شهري كانون الأول وشباط الماضيين حفرية في منطقة ( الكتوتة ) في مدينة البترا بالتعاون مع جامعة مايز الألمانية وبمشاركة أساتذة وباحثين من الجانبين حيث أظهرت النتائج الأولية وجود مكتشفات أثرية جديدة سيتم الإعلان عنها في بحوث ودراسات علمية مشتركة في مرحلة لاحقة .
وتابع الخيري حديثه قائلاً إن المؤتمر الذي يشارك في أعماله علماء آثار من ( 18 ) بلدا عالميا يهدف إلى إلقاء الضوء على التراث الحضاري النبطي في الجوانب التراثية والفكرية العقائدية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية إلى جانب إبراز الأردن حضاريا على المستوى الدولي خصوصا على الخارطة السياحية العالمية وتشجيع السياحة لمدينة البترا والمناطق المحيطة بها .
وقال رئيس المؤتمر إن المؤتمر يهدف أيضا إلى الانفتاح العالمي في الميادين الأكاديمية والبحثية وذلك بنشر نتائج المكتشفات الأثرية وتشجيع البحث العلمي المتعلق بالتراث الحضاري النبطي وإبراز الهوية الأردنية عالميا .
ووفقا- لخيري – فإن المؤتمر سيناقش على مدار ثلاثة أيام عمل (48 ) ورقة بحثية تتناول مضامينها محاور في الدراسات الأولية للحضارة النبطية ودراسة الديانة والمعتقدات والأساطير النبطية وحياة المجتمع النبطي من نواح اجتماعية واقتصادية وسياسية .
ومن المحاور المهمة التي يتناولها المؤتمر بحسب – خيري – محور يتعلق بالإبداع التقني لا سيما الواجهات الصخرية للمدينة الوردية التي تتميز بفن معماري لا مثيل له في العالم وإنتاج الفخار الذي يشابه في رقته قشرة مادة البيض الرقيقة جدا.
ولفت الخيري إلى أن البترا التي تقع جنوب العاصمة عمان على بعد 225 كم بناها الأنباط وجعلوا منها عاصمة لهم وكانت في أوج ازدهارها خلال الفترة الممتدة من 167 ق.م في عهد الحارث الأول وحتى 106 في عهد رابيل الثاني .
وتميز الأنباط بالانفتاح والتعاون مع المجتمعات المجاورة لا سيما تبادل المعرفة وتركوا بصمات علمية وتقنية ما زالت آثارها باقية حتى اليوم .
يشار إلى أن الأبحاث التي ستقدم للمؤتمر ستنشر في حولية خاصة تحمل اسم المؤتمر بعد أن يتم مراجعتها وتقييمها من علماء ومتخصصين عالميين لتكون عونا ودعما للباحثين في علم الآثار مستقبلاً.
أ.ر
