عندما يعلو صوت العلمانية ويتجرأ مشروع الاستشراق على الثوابت؟!

عندما يعلو صوت العلمانية ويتجرأ مشروع الاستشراق على الثوابت؟!

كتبت .. ديما الرجبي

عند تغييب ” الإسلام” دين الله ورسوله في دولٍ إسلامية أو الحذر في التعاطي مع ثوابته تحت ذريعة الإرهاب والخوف من دعوات التطرف والحاضنات التخريبية هنا يجب أن نتوقف على الأسباب التي جعلت بعض النماذج في بلدي الأردن يتجرؤن على الله والعياذ بالله ويشاهرون “بثقافتهم” المفترضة والتي أصبغوا عليها صبغة ” العلمانية” وهي كلمة تضليلية لأنها توحي بأن لها صلة بالعلم, بينما هي في لغاتها الأصلية لا صلة لها بالعلم، بل المقصود بها في تلك اللغات هو إقامة الحياة بعيدا عن الدين، أو الفصل الكامل بين الدين والحياة وغيرها من المسميات التي جعلتهم يتبجحون بإلحادهم ويفسدون بأقلامهم عقول المتفرغين ليشعلوا في صفوف هذا الوطن المبتلى الفتن ويغزون عقول الضعفاء ليسيطروا عليها ويمهدون الطريق لتحقيق مشاريعهم التي أصبح تعدادها يفيض عن الذكر في أي مقال يُكتب ؟!
في أي غزو فكري وتسرب تلقائي للأخلاق والمبادىء يجب أن نعود إلى الأسس التي غُيبت لنبحث الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة المتخلفة أخلاقياً وفكرياً ودينياً ولا أعمم بحديثي بل أوضح بأن بعض النماذج الضالة من حملة الأقلام المسمومة جعلتني أفكر كيف وصل الأمر بأن يقول البعض بأن حلقات تحفيظ القرآن هي دعوات للتطرف مثلاً؟؟
وكيف تستطيع أن تعمم هذا الإتهام القبيح على دور العبادة تحت ذريعة “الاسلاموفوبيا” التي على ما يبدو بأن العرب تبنونها أكثر من مُطلقيها ؟؟
من هنا نرى بأن تغييب الدين ومنابر الخطابة الاسلامية الحقة التي تخلوا من الأجندات السياسية يعطي هذه المذاهب والأفكار في نفوس الناس حجية الأمر الواقع وثقل الأمر الواقع, أي إنها تصبح في حس الناس جديرة بالاتباع لا لجدارتها الذاتية ولا لأنها في ذاتها صحيحة ولكن فقط لأنها موجودة بالفعل، والبديل غير موجود!
ما هو البديل ؟
لم يكن الإسلام بديلاً لنبحث عنه ولكن ونظراً لفوضى هذا العصر الذي تعتصره الأزمات أصبح مفهوم الإسلام يعني للبعض ” التطرف” ولم نصل إلى هذه المرحلة من فراغ بل صناع “التطرف” عملوا وكدوا حتى يصبح الدين الإسلامي عُرضةً للشبهات والعياذ بالله واولئك الأتباع من حملة الثقافة هم جنودٌ لهم على هذه المعمورة السوداء ولكننا نعوّل دائماً على مبادىء الدولة وثوابتها بأن تردع وتقف بوجه كل معتدٍ أثيم على عقول وثوابت شبابنا .
في كتاب مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب يقول
“أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا والتأمل في الله واليوم الآخر ومن أجل مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ”Secularism” وهي العلمانية تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية البشرية وبإمكانية تحقيق طموحاتهم في هذه الحياة القريبة وظل الاتجاه إلى الـ”Secularism” يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية”
وهكذا يتضح أنه لا علاقة للكلمة بالعلم، إنما علاقتها قائمة بالدين ولكن على أساس سلبي، أي: على أساس نفي الدين والقيم الدينية عن الحياة.
التحديات التي تواجهنا في الأردن شديدة الخطورة فما بين الخارج والداخل يرزخ الأردن تحت ضغوطات تستنزف جميع القوى العاملة على مكافحة هذه الآفات ولكننا على ثقة بأن الأردن الأقدر على حماية ثوابته ومواطنيه من أولئك ” المثقفون” ونحن شعب يعي الخطر ويقرأ الإشارات التحذيرية ويعالجها ويتخلص منها .
ندعوا الله السلامة لهذه الأمة العربية المبتلاه ببعض ” المثقفين”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى