الثعلب ثقة “على ذمة الحمار” / عودة عياصرة

الثعلب ثقة “على ذمة الحمار”

دعوتُ ربّي أن يُعلمني منطق الأغبياء فاستجابَ اللهُ لي حتى أتقنتُ لغة الحمير وعرفتُ كيفَ يفكّرون ، فقد حدثني أحدُ الحمير أن ثعلباً جائعاً كان يبحثُ عن طعامٍ ليأكل ، يقول الحمار : كنتُ في بيتي أتناولُ الشعير وبجواري حظيرةً للأغنام ، حاول ثعلبٌ الدخول الى قطيع الغنم فلم يستطع ، بعدها توجه الى بيتي ودارَ بيني وبينهُ هذا الحوار :

الثعلب : يا حمار قاصدك بهالشغله

الحمار : حل عني بدي آكل هاللقمه وأنام

الثعلب : ليش بتعاملني هيك ، صدقني أنا كويس وقلبي طيب بس ما حد فاهمني

الحمار : ايش بدك احكي بسرعه

الثعلب : انت يا حمار طيب وآدمي ومحل احترام ، طول عمري بحكي عنك لقطيع الثعالب انك نخوجي وشهم .

الحمار : يعني قصدك كلمه بتجيبني وكلمة بتوديني ؟

الثعلب : لااااا ما تفهمني غلط

الحمار : خلصني شو بدك بدون مقدمات

الثعلب : يا حبيبي بدي تقنعلي الغنم انه انا اهتديت وبدي أعقد صلح مع القطيع كله ، احكيلهم يفتحولي الباب بس أسلم عليهم قبل لأروح وبوعدهم نصير على خط واحد وراح أحققلهم كل مطالبهم .

الحمار : يا ثعلب تاريخك اسود ، غدار ونجس وكذاب ، مصلحجي وما الك صحبه ، ذاكر بس حكيت للأرنب تعال أبوسك وأكلته ، بتذكر بس ضحكت على الغزال وحكيتله مر علي اشرب قهوة وشربت دمّه ، يا ثعلب قدام عيوني اكلت جحش صغير وانت تحكيله يللا نلعب بيت بيوت ، الان جاي تقنعني انك صرت تخاف الله وراح تحقق مطالب الغنم .

الثعلب : ولك يا حمار اعطيني ثقتك هالمره بس وما راح تندم

الحمار : اذا بعطيك ثقتي معقول ما تخيب ظن الغنمات .

الثعلب : وعد شرف يا حمار اذا منحتني الثقة انت والغنم وفتحتولي الباب راح أفتح صفحة جديدة معكم وأخدم مصالحكم باللي بقدر عليه .

الحمار : خلص يا غنمات افتحن الباب بلاش بياخه وهاي الثعلب ما قصّر معكم .

الغنمات بصوتٍ واحد : مااااااع ثقه ، افتح باب الحظيره يا حمار.

دخل الثعلب الى الحظيرة وجلس ليستمع الى مطالب الأغنام ، بعدها نالَ ثقة الأغلبية وأقنعَ الأغنام التي وثقت به بأن تذهب معه الى بيته ، اثناء خروجه من الحظيرة منتصراً والأغنامُ التي أعطتهُ الثقة واثقة الخُطى تمشي من خلفهِ غنماً ، نظرَ الثعلب الى الحمار وقال لهُ : بكره غداك عندي .

على ذمة الحمار ومثل ما حكالي انه عن جد الثعلب اهتدى وحقق مطالب الغنم لأنه من يوم ما الثعلب أخذ الغنم على بيته ما سمع الحمار عن غنمه وحده زعلت من الثعلب ورجعت على الحظيرة.

فعلاً انك حمار .

عودة عياصرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى