مداولات بين ابناء الحراثين والذوات !! / م . مدحت الخطيب

مداولات بين ابناء الحراثين والذوات !!!!

هنالك حكمة تقول. ، المسؤول في بلدنا مثل الطاقة ،لا يفنى ولا يستحدث ولكن يتحول من شكل لآخر.،ومن منصب الى اخر ، (تبديل الكراسي والطواقي فقط )..اذا فلماذا لا ننتج كمواطنين مسلسل لتبادل الادواربين المواطن والمسؤول…لعلنا نعيش الدور ولو بالاوهام .. يعني فشة غل لعب بلعب ، تمثيل او كما كنا نقول حين نلعب الدواحل ( القلول) مش عنجد عن (دود)… فقد حدثنا التاريخ أن كثيراً من الحكام و الأمراء واهل البذخ كان يحلو لهم التنكر في زي الفقراء لكسر روتين حياتهم الرتيبة..
ناتي بابن حراث وابن وزير يصبح ابن الوزير حراثاً ويصبح ابن الحراث وزير،.. ناخذ ابن الوزير. ويذهب للعيش في الأحياء الفقيرة المعدمة ( غرندل،فقوع، جناعة ،ازمال، القويرة، الكتة، )..يعيش وسط الناس العاديين، المصخمين الطفرانين، من أصحاب الحرف والمهن الهامشية، يعيش بين ابناء العسكر والمعلمين والموظفين الحكوميين .. يعيش عن قرب قسوة الحياة والبحث الدائم عن لقمة العيش واللهث خلفها طوال اليوم .. ، أما ابن الحراث فينقل الى (عبدون ،دير غبار، الحمر،دابوق) ليعيش في القصور و(الفلل) الناعمة حيث الدفء و(الحب ورغد العيش والسفرات والهيصات، والسهرات )..فلا دين يرافقة ولا هم يعكر صَفْوَ حياته .. ويستمر الوضع كذلك حتى يستعيد كلا منهما عالمه الخاص به بعد أن يكون قد عاش في عالم أخر مختلف عن عالمه… او يصاب بالجنون !!! من هول المشهد …
سؤال مشروع وبعيدا عن التهكم!!!!! هل بالأمكان أن يحلم الفقير بأن يصبح (وزيراً)؟ ولو ليوم..
. لا أخفى عليكم – سادتى – أن شعورا بالضيق والٳستياء قد انتابنى من جراء هذه (اللتاتة) في التعيينات من ابناء الذوات ، وكعادتى عندما أكون فى مثل هذه الحالة من الضيق أفكر سريعا فى كيفية التنفيس عنها.. وكعادتى أيضا لم أدخل فى الموضوع على طول بل أستعنت بكل ما تعلمته من دروس (الفهلوة).. ..فعندي قدره على تفسير لغة العيون…
دخلت على اليوتيوب وتابعت الحلقة التي بثها التلفزيون الاردني مع رئيس الوزراء ( حلقة ميثاق السلم والمصالحة الوطنية) ..ما اثار استغرابي..تلك الصرامة والحدية والجدية التي تحدث بها دولة الرئيس عن التعيينات وان الواسطة والمحسوبية وهضم الحقوق قد انتهت والى الابد ،بعدها قلبت ما يصدر عن الوزراء والنواب والاعيان ، لعلي اجد نقطة ماء لتروي ظمأي ..فوجدت ان الكلام واحد وان النهج واضح لا للمحسوبية ..تابعت جل خطابات الحكومات السابقة، فوجدت في ردهم على خطابات العرش السامي، وبعد بسم الله الرحمن الرحيم …مولاي سنحارب الواسطة والمحسوبية وبذلك نضمن لجميع النّاس الحصول على حقوقهم على قدم المساواة مع غيرهم دون محاباة ..نضمنها لكل ابناء الوطن ، وهي من الخطوط الحمراء ‘التي لن نتجاوزها ابدا..وتعلمون ان هذا المصطلح لا يستخدم الا للشديد القوي، وإن تم تجاوزه فلن يقابل المتجاوز إلا بالصرامة والحزم ..اذن اين الخلل!!!!! .
ما علينا لقد.تجاوزنا الخطوط الحمرأء والبيضاء والصفراء ولم يبقى الا خط الهاتف ، وخط سكة الحديد الحجازي تاه في الصحراء وفي الوديان والشعاب …لم يبقى لنا الا ان نتابع مسلسل افتح يا سمسم ابوابك نحن الاطفال افتح واستقبل الوزراء واخفاد احفادهم استقبال الابطال….
حمى الله الاردن من بطر المواطنين وكثرة مطالباتهم وتذمرهم فقد عكرو صفو حياة المسؤولين …حتى اصبح الكثير منهم يفكر في الرحيل

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى