.فزة ونور

[review]قبل عشر سنوات أذيع المسلسل المكسيكي المدبلج كساندرا ..وعلى ما أذكر أنه لحس عقول الأردنيين كباراً وصغاراً ختيارية وعجائز، حتى لم يبق شاب واحد طوله فوق160سم إلا وتشبه بلويس ديفيد ..ولم تبق فتاة واحدة إلا وتقمّصت دور كساندرا وحاولت أن ترمّش بعيونها كما تفعل تلك الفاتنة، وبالتالي كنت إذا ما تحرّكت في الشارع تعتقد بأنك في موقع تصوير المسلسل: كنترول الباص لويس ديفيد ، الحلاق لويس ديفيد صاحب محل الستيريو لويس ديفيد..الموسرجي لويس ديفيد ،البلّيط لويس ديفيد..أصبحت الأردن عبارة عن 2مليون لويس ديفيد و2 مليون كساندرا .

وقت بثّ المسلسل كان هناك حظر تجوّل حقيقي..في الحواري ،من الشرفات العالية ، في الدكاكين الصغيرة، عند البنشرجية، في سكن العمال الوافدين كنّا نستمع الى صراخ كساندرا المطعّم بالبكاء، و منريكي الونسو يقول لها اهدأي يا صغيرتي اهدأي ..العالم كانت مجنونة بالقصة وبجمال الأبطال..أذكر أني ذهبت إلى دكّان ابو يحيى ذات مرّة لأشتري نصّ وقية كمّون..استغرقت عملية فتح القطرميز و هرّ الكمون في الكيس الورقي نصف ساعة..والسبب أنه كلما اقتربت كساندرا من لويس كان يجفل الرجل ويعض على شفته السفلى ويقول مستنكراً : ملعونة الوالديييين ..

الآن مسلسل نور التركي يأخذ نفس الصدى،لا أدخل مكاناً الاّ وأجد فيه الأفواه مفتوحة والعقول شاردة، حتى في معّاطات الجاج وفي معامل البلوك ..بالأمس مثلاً حاولت أن اشتري حبوب للمغص من صيدلية قريبة ، ظلّت الصيدلانية تمشي وهي تنظر إلى مهنّد(بطل المسلسل)..وتبحث عن طريق اللمس بين الرفوف عن دواء المغص وعيناها مسلّطتان على مهند دون ان ترمش رمشة واحدة ، وعندما أعطتني الدواء قرأت الأسم فاكتشفت انه عبارة عن حبوب منع الحمل …

الشباب مفلوقين من جمال مهنّد وأنا منهم ..والصبايا مشدودات بطريقة هستيرية لهذا البطل.. حتى قال لي صديق أن الإسم الأكثر استعمالاً الآن في الأحوال المدنية للمواليد الجدد هو مهنّد . أنا لا استغرب ذلك عن شعبنا الرومانسي..فقبل يومين شاهدت ابو نوّاف جوز فزّة يجلس وحيداً وهو يضع يده تحت رأسه متكئاً على وسادتين..بينما صوت أبطال مسلسل نور ينبعث عالياً من الصالون..وصوت فزّة تقول محذرة: ولك لا تطلعيش معه يا قارووطه ..والتحذير على ما يبدو لنور ،عندما قررت الخروج مع أبصر مين ..ثم سمعتها أقصد فزّة تقول للحجي المركون في البلكونة مثل ارجيلة مطفأة: توكل بطيخ يا مهنّد ..ثم تداركت وقالت: قصدي يا ابو نوّاف ..

مقالات ذات صلة

أحزنني الموقف ، خمسون عاماً وهو زوجها وها هي قد نسيت اسمه في الحلقة العشرين..

*** نحن نعشق الدبلجة بصورة جنونية ، والدليل على ذلك ، أننا لا زلنا نصدّق حركة شفاه البعض غير المتطابقة لأفعالهم..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى