” أنا ابن ذيبان “

” أنا ابن ذيبان ”
جلال الشبيلات

.
أَوَدُّ مِـنَ الأيَّـامِ فَتــحَ المَسَـاربِ
فَأَمضِي سِرَيعَـاً كي أَنَالَ مَـآرِبِي

لَقَد مَلَّ رَأسِي مِن فُتُـورِ تَقَدُّمِي
وَزَمجَـرَ تَــوَّاقَاً عُلُــوَّ المَـــرَاتِبِ

سَأَركُضُ نَحوَ المَجدِ دُونَ تَوَقُّفٍ
بِسُرعَةِ رِعدِيدٍ مِن المَوتِ هَارِبِ

فَلَن أَبلُغَ العَليَاءَ مَا دُمتُ جَالِسَاً
وَأَندُبُ قَاعِي بَينَ جَمعِ النَوَادِبِ

وَحَسبِي مِنَ العَثْرَاتِ مَوتُ أَحِبَّتِي
وَذِلَّـةُ أَوطَـــانِي وَحِقــدُ أَقَــــارِبِي

وَيَعجَـبُ مِنِّي مَن يَـرَانِي مُعَـزَّزَاً
وَلَيسَ اعْتِزَازِي مِن عُيُونِ العَجَائِبِ

أَنَا ابنُ ذِيبَـانٍ، وُلِـدتُ بِحُضـنِهَا
وَسَارَت مَع التَـارِيخِ فِيهَا رَكَائِبِي

قَوِيٌّ عَتِيُّ الفِعلِ مِن نَسلِ مَيشَعٍ
وَأَلبَسُ فِي ذِيبَـانَ دِرعَ المُحَـارِبِ

أَشِنُّ عَلَى الأَموَاجِ حَربَاً إِذَا نَـوَتْ
بِبَحــرِ فَخَــارٍ أَن تَهِـزَّ قَـــوَارِبِي

وَمَن يَصرَعِ الأموَاجَ يَظفَرْ بِمَجدَهُ
وَذِيبَانُ لَيسَ المَجدُ عَنهَا بِـذَاهِبِ

تَعَلَّـقَ فِيهَا المَجـدُ حَتَّى حَسِبتُهُ
صَبِيَّـاً يَشِـدُّ الأُمَّ مِن كُلِّ جَـانِـبِ

فَمَا كَانَ يَرضَى أَن يُفَـارِقَ ثَـديَهَا
لِيَرضَعَ صَفوَاً مِن أَجَـلِّ المَشَـارِبِ

رَفِيعَـة أَنسَـابٍ، غَلِيظَـةُ مَعـدَنٍ
هَـدِيَّةُ خَـلَّاقِ ،، وَوَهبَـةُ وَاهِـبِ

بَهِيَّـةُ أَطـلَالٍ ، سَلِيلَـةُ نَجمَــةٍ
تَـرَاجُـعُ زِندِيقٍ وَتَـوبَةُ تَـــائِبِ

تَجَـرَّدَ مِنهَا الضَيمُ وَانْزَاحَ رَسمُهُ
وَتُشرِقُ شَمسَاً فَوقَ هَامِ الكَوَاكِبِ

وَقَاهَا مِنَ الأَعـدَاءِ وَقـعُ حُرُوفِهَا
فَكَم مِن عَدُوٍّ نَـالَ شَـرَّ العَـوَاقِبِ

إِذا أعصَفَت، في كُلِّ حَـرفٍ كَتِيبَـةٌ
وَتُـرعِبُ إن هَبَّـت بِخَمسِ كَتَائِبِ

أَبَت مَوضِعَ الخذلانِ في مَنعِ صَرفِهَا
وَتمشِي اخْتِيَالَاً مَع جُمُوعِ النَوَاصِبِ

وَأَفخَـرُ أَنِّي مَا قَطَفــتُ رُجُـولَتِي
بِغَيـرِ ثَـرَاها أَو أَطَلـتُ شَـــوَارِبِي

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى