التعليم العالي :التوفل _حطوا الفرشة بالظلة ,قيموا الفرشة من الظلة!

#التعليم_العالي : #التوفل _حطوا الفرشة بالظلة ,قيموا الفرشة من الظلة!

عندما سألت صديقي المتقاعد منذ عام ٢٠٠٨ عن أخباره ,قال لي ; وکيلك الله مثل رحمة جدي بالسبعينيات ,کانت ورثته فرشه ومخده ولحاف وعلبة هالهيشي,وطول النهار وهو مثل المفاولي علی هالختيارة جدتي يامنه ,وماله غير ; “يامنه يا يامنه ,جليتي بنورة الضو ,حطي فرشتي بالظلة ,تعالي رجعيها علی الشمسات ,لا ازحفيني عالظلة”.
لقد مرت هذه القصة ببالي مساء الأمس ,الزمان الساعة الخامسة والنصف مساءً ,أما المکان فهو مبنی کلٕية العلوم الإنسانية بالجامعة الأردنية ,الطابق الثالث تحديداً ,وبالتفصيل مختبر الحاسوب ,حيث کنت قبل الأمس قد دفعت مبلغ خمسين ديناراً لمرکز اللغات في الجامعة الأردنية ,من أجل التقدم للامتحان المکافیء الوطني للغة الإنجليزية التوفل ,من أجل التقدم للحصول علی درجة الماجستير كشرط قبول .
وأنا أغلق هاتفي وأسلمه لقيم المختبر وأخضع للتفتيش الدقيق من أجل أخذ رقم جلوسي علی جهاز الحاسوب للامتحان والذي کان يحمل الرقم ٣٧ ,تبلغنا أثناء جلسة الامتحان بقرار وزارة التعليم العالي المفاجیء بإلغاء قرار امتحان اللغة الإنجليزية الوطني کشرط قبول ,وما يتبعه من تعليمات ,مما وضعنا في اضطرابٍ نفسي وأثر علی سير الامتحان ,لدرجة أن بعض الزميلات والزملاء قام من باب السخرية بهذا القرار بحل الامتحان علی طريقة الحدرة بدرة قالي عمي عد للعشرة .
القضية ليست طلاب الدراسات العليا بقدر ما هي قضية إجازات مزوالة المهنة لأعضاء هيٸات التدريس في الجامعات ,والذي يعتبر من شروط مزاولتهم المهنة هو إتقان اللفة الإنجليزية بحرفية عالية ,وهذا لا أحد يعترص عليه إطلاقاً .
لکن التخبط الذي تمارسه وزارة التعليم العالي ,وعدم الثبات علی منهجية واضحة ,وکذلك أجندات کل وزراء التعليم العالي المقصودة والممنهجة بإضعاف شخص رٸيس الجامعة الأردنية تحديداً ,حتی تصل للسيطرة علی قرارته والمساس بهيبته ,وهذا ينسحب علی کل رٶوساء الجامعات الأردنية إلا من رحم ربي ودفع ثمن مواقفه جراء ذلك ,
ولعل الأسٸلة التي تطرح نفسها علی هذا المشهد المتخبط والأکثر رعونةً ,هو أين شخصية الجامعات الرسمية ورٶوساٸها ?,بل لماذا لا تترك مساحة قرار ولو متواضعة لرأي الجامعة وتقدير موقف أکاديمي لکل جامعة ?,لقد تقدمت للامتحان بالأمس وکانت الإجراءات الصارمة والمشددة والتعليمات التي لا تدع مجالاً لا للشك ولا للمجاملة بتزاهة عملية سير الامتحان ,ناهيك عن تدعيم هذا المشهد بزراعة کاميرات المراقبة في کل نواحي المختبر ,حتی أنك ما تلتفت يمنةً أو يسرة إلا وأنت محاسب عليها ومسٶول عنها , وما يدعم رأيي هنا ,هو القضايا المنظورة في القضاء ومجالس التأديب الجامعية بحق طلاب حاولوا المساس بهيبة وأجواء الامتحان الوطني أو أية امتحانات أخری .
لعل القرار المعمول به قبل هذا التخبط ,هو اشتراط شهادة التوفل من المعهد البريطاني بنتيجة ناجح من أجل التقدم لدرجة الماجستير کشرط قبول لا يقبل المساومة ,ثم تم تخفيف هذا القرار بعد دراسات مستفيضة بشرط اجتياز الامتحان الوطني المکافیء للغة الإنجليزية کشرط قبول أيضاً ,إضافة إلی رافد مادي يعود لموازنة الجامعة ,ثم تم التخفيف من باب الجباية بالحصول ولو علی قسيمة مالية مدفوعة بقيمة خمسين ديناراً کشرط من شروط قبول طلب التقدم للماجستير ,أو إرفاق النتيجة بغض النظر عنها ناجح أو راسب ,وإذا لم يجتاز الطالب هذا الامتحان بعد عدة محاولات شريطة اجتيازه قبل قبوله أو الحصول علی برنامج المساق للخطة الدراسية لتخصصه ,بحيث يتم وضع مادتين بمقدار ست ساعات دراسية علی جدول خطته من أجل التخرج .
لکن قرار البارحة حرم الجامعة من الربحية المشروعة من رسوم الامتحان المقبولة نوعاً ما بالمقارنة مع المعهد البريطاني أو المراکز والمعاهد الربحية الأخری,بل إعطاء أکثر من فرصة للطالب لاجتياز الامتحان کشرط تخرج وليس قبول ,فبهذا القرار تم حرمان الجامعات من دخل لا بأس به جراء المنافسة من قبل عدد لا يستهان به من قبل المتقدمين لبرامج الدراسات العليا .
لا زالت بداٸية النهج ,وعشواٸية القرار الأحادي الذي لا يعتمد علی الدراسات المستفيضة الممنهجة ,ولا استطلاعات الرأي بل ولا الحوار الهادف والجاد علی مستويات منابر الإعلام الرسمية واستشارة أصحاب الاختصاص ,لازالت تسيطر علی مشهد وزارةٍ تعتبر في طليعة الوزارات السيادية ,کيف لا وهي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ,فبهکذا قرارت مفاجٸة ومنعطفات أکاديمية بلا شواخص مرور تحذيرية علی أقل تقدير تخرج عن إطار التعليم العالي وکذلك عن مسار البحث العلمي المتقصي.
ولا نعرف هل سيبقی نهج هذه الوزارة کنهج صديقي وجده اللذان يحملان نفس العنوان لمرحلتين زمنيتين مختلفتين ,ذلك العنوان الذي لا يخرج عن اطار البرندة الخارجية المکشوفة ,وأدوات الفرشة وعلبة الهيشي ,بشعاريها للحجة يامنه “حطي الفرشة بالظلة قيمي الفرشة من الظلة !!!”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى