التعديل.. إنذار أصفر بوجه الملقي

التعديل .. إنذار أصفر بوجه الملقي

عمر عياصرة
الملقي محظوظ، وصبر القصر عليه كبير، فكلنا يذكر زيارة المرحوم الملك الحسين لإحدى الدور التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ايام حكومة عبد الكريم الكباريتي في منتصف التسعينيات، حيث صدم الملك الراحل بحجم الملاحظات السلبية، وهنا كان القرار برحيل الحكومة من خلال رسالة ملكية قاسية وجهت للدوار الرابع ولرئيسها.
بالامس اجري تعديل جديد على حكومة الملقي، فقد تم اقالة ثلاثة اعضاء من فريقه، هم وزير النقل والطاقة والتنمية الاجتماعية، وهؤلاء جميعا تلقوا في الاسابيع الماضية انتقادات مباشرة من الملك في مواطن مختلفة، آخرها زيارته داراً للمعاقين في الرصيفة، حيث ظهر على وجه الملك علامات الغضب والاستياء.
إذًا التعديل لم يكن ذاتيا اراده الملقي بسبب رغبة او مشكلة مع فريقه او مع الرأي العام، فقد طال التغيير فقط من اغضبوا الملك ( التنمية والنقل ) وكذلك بظني ان انتهاء دور ابراهيم سيف في اقرار اتفاقية الغاز مع اسرائيل، حيث الرجل لا يتناسب ولا يريد الاستمرار في وزارة الطاقة، فقد قدم استقالته على ان يتولى ملف الاستثمار في مراحله المقبلة.
ما يؤكد كل ذلك، ان ثمة وزراء وقعوا في اشكالات مع الرأي العام، وارتكبوا اخطاء تؤهلم لدخول قاطرة التعديل، فقصة الدجاج الفاسد ما زالت حاضرة، ومع ذلك وزير الزراعة آمن مطمئن.
أما وزيرة السياحة فهناك حالة من الغضب النيابي والشعبي على قرارها الاخير الذي ألغاه وزير الداخلية والمتعلق بالسماح لفرقة لبنانية بتقديم عمل لا ترضى عنه قيمنا وعاداتنا وثقافتنا.
التعديل كان استجابة لموقف ملكي، ولهذا دلالته العميقة التي تؤشر على ان رأس الدولة يواجه جدلية في صبره على اداء الملقي، وبالتالي لابد لرئيس الوزراء من فهم التعديل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى