كتيب ارشادات الحياة / سهى عبد الهادي

كتيب ارشادات الحياة
مع كل جهاز او آلة نشتريها يأتي كتيب صغير للتعليمات والإرشادات يصف ما تقوم به هذه الآلة وكيفية تشغيلها بأفضل طريقة لضمان الحصول على افضل النتائج …

ولكل وظيفة وعمل هناك وصف وظيفي ايضا يضمن تنفيذه بحذافيره وتفاصيله التي وضعتها الشركة او المؤسسة بما فيها المسؤوليات والمهام والمتطلبات حسب ما رأته مناسبا تحقيق غاياتها التي تتطلع اليها …

بعض المؤسسات القليلة التي تتمتع ببعد نظر وفكر مختلف وخلاق تسعى لأن يشارك موظفوها في رسم الوصف الوظيفي الخاص بعملهم ليصبح جزءا من ذواتهم وهو ما يعرف بمصطلح التذويت والذي يعني ( استيعاب المعلومات او الفكرة تماما وفهمها وتحويلها الى جزء من ذات الانسان ) بما يضمن الوصول الحتمي للأهداف والغايات المرتجاة …

ادوارنا في الحياة …!!
يا ترى من يضع لها هذا الوصف الوظيفي المحاط بهذه الهالات المقدسة التي يصبح مجرد التفكير بزحزحتها ولو قيد انملة عن ما هي عليه كفرا اجتماعيا يستوجب الدفاع عنها سن جميع الأسلحة التي بحوزتنا وإشهارها في وجه من تسول له نفسه ان يفكر فقط ولو كان ذلك في سبيل محاولة الفهم لا اكثر …

مقالات ذات صلة

الأدوار التي اتكلم عنها هي الادوار الغير معقدة وغير المقصودة بشكل حاسم والتي يمكن القول احيانا بأننا اخترناها !! وفي احيان كثيرة قد تكون هي التي اختارتنا ووجدنا انفسنا من غير حول لنا ولا قوة نقوم بها ، وهي الأدوار التي نجد انفسنا مقيدين بها بشكل تلقائي لأنها فقط جزء اساسي من سنن الحياة …

الأدوار التلقائية في الحياة عديدة كدور الزوج والزوجة في مؤسسة الزواج ودور الأم والأب في مؤسسة الاسرة وادوار الرجل والمرأة بشكل عام والتي تختلف بإختلاف المجتمعات ومستوى رقيها وتحضرها …

اعود الى الوصف الوظيفي لأدوارنا في الحياة وأهمية المشاركة في تحديد ورسم أطرها وما بداخلها من مهام ومسؤوليات لضمان تحقيق افضل النتائج ، مع توافر شروط اساسية في بيئة العمل والإنتاج اهمهاالشعور بالسعادة والإستمتاع والصحة النفسية لجميع من يتشاركون الحياة على اختلاف مؤسساتها…

في وقتنا الحالي ومع تطور المفاهيم والتقنيات استطاع ابناؤنا ولو بنسب مختلفة كسر صندوق التفكير الإعتيادي وساهموا برسم وتحديد ملامح ادوارهم بما يناسبهم ويتماشى مع عصرهم محاولين الحفاظ على خيوط الاحترام التي تربطهم بذويهم منطلقين من مبدا ان الإختلاف لا يفسد للود قضية وللحق اني احسدهم على ما استطاعوا الوصول اليه …

ويبقى السؤال قائما عند الكثيرين عن هذا الذي تجرأ أن يضع لوائح جافة ورتيبة لمؤسسات حية بأفرادها والتي لا يصلح ابدا ان تملى عليهم ادوارهم دون ان يكون لهم رأي واختيار لما فيها كي تمسي جزءا منهم فيتمكنوا من ان يعيشوها …

قد نكون بحاجة لكتيب تعليمات وارشادات الحياة ولا اشك ابدا بأن افضل الكتب للإسترشاد به هو كتاب الله الذي خلقنا فاتقن صنعه … {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل:88]
واعتقد جازمة بأن الله وهو الخالق والصانع بإتقان لم يحدد في كتابه الكريم للإنسان مهام ومسؤوليات بعينها وحرفيتها الا في امور قليلة كانت تتطلب التحديد الصريح فيها ، وفي الاغلب شجع وسعى لأن يتحمل الإنسان مسؤولية نفسه وقدره متمثلا بإختياراته المنبثقة عن علمه وفهمه لدينه وما فيه صلاحه في الدنيا والآخرة وكأنه يضع بين يديه مفاتيح الحياة دون تفصيل مقيد يعيق شغفه وطموحه في البحث والإختيار وبذلك حكمة عظيمة لله سبحانه وتعالى ، ولكن للأسف كعادتنا نهمل كتيب التعليمات والارشادات الخاص بأي شئ ونعتمد فقط على فهمنا وذكائنا وما وجدنا عليه آباءنا …

سهى عبد الهادي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى