.كم نحتاج لننساهم

[review]خاص بـ "خبرني "

توسّع العرس الوطني..بحيث لم يتبّق أعزباً سياسياً أو رأسمالياً واحداً في هذا البلد إلا وتزوّج من الشعب الطفران زواجاً مناصبياً وصار قوّاماً عليه مشرعاً له مخططاّ عنه وعليه.
***
تخيّلوا حافلة متوسطّة الديمقراطية يقودها 211 "شوفير" في لحظة واحدة .. كل منهم يحاول ان يضع يده على "الستيرنج" ليظهر انه السائق الحقيقي ..لا يأبهون أبداً بمن يضع رجله على "الوقود" أو "الكوابح" وكيف تتبدّل "غيارات السرعة" !!… المهم ان تبقى اليد الظاهرة للعيان تقود المركبة.

وبعد 12 شهراً شمسياً قد تطول أو تقصر .. ينزل شوفيرية ويصعد "شوفيرية" بدلاً منهم…ألأمور محسومة قبل الركوب…"أي طقّة" أو "عطب" في المركبة لا يتحمل السائقون مسؤوليته أو تكلفة صيانته وإنما الركّاب .

يجمعون ضريبة للصيانة، وضريبة للتأخير ، وضريبة لتحمّلهم وزن الشعب الثقيل ،وضريبة لعدم التنبيه، وضريبة بدل سياقة ، ثم يسيرون بطريقهم من جديد …اذا اختلفت الأمزجة تأرجحت الحافلة ، واذا تآلفت استقامت .. و في الحالتين هم رابحون ؛ ان نجت مركبة الاقتصاد نسبوا سرّ النجاة لحكمتهم وكفاءتهم..وان انقلبت أو تعطّلت كانوا أول من يقفز من النوافذ.

مقالات ذات صلة

***

في كل أعراف النقل ، الركّاب كُثر والسائق واحد ، أما في بلدنا الراكب واحد والشوفيرية كثر…وفي كل أعراف النقل ايضاً …الركّاب متغيّرون أما السائق ثابت..الاّ في بلدنا، الراكب ثابت..والشوفيرية متغيّرون..ولهذا السبب لم تنتقل تنميتنا وخطط ازدهارنا الا الى الله تعالى.

***

211 وجها سياسيا و211 صوتا رفيعا وغليظا، أجشا وناعما ،جهوريا وخافتا سيقتحم طبلات آذاننا المثقوبة ،و211 يدا طويلة وطائلة أو قصيرة قانعة ،211 ضميرا طازجا أو 211 ضميرا مجمّدا ،211 مشرّعا ومقلّعا ،مشلّحا ومصلّحا،211 خطابا في الوطنية ، 211 خطابا في نظافة الكف، 211 خطابا في راحة الضمير،211 اسما سوف يضاف الى الموسوعة المناصبية ..211 شأنهم شان من سبقهم ..سيتصاهرون ويتناسلون لينجبوا لنا جيلاً جديداً من مستحقي المناصب.. جيل جديد يحمل " الدم الوطني النقي" ..ومن سواهم ..كيأجوج ومأجوج لا بد من ردم بينهم .

***

قال لي أحدهم 211 اسماً ومنصباً .. ترى كم سنحتاج لنحفظهم ؟؟..قلت له : بل قل، كم نحتاج لننساهم !!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى