التسمين العسكري الغربي الاسرائيلي لاوكرانيا.. وبداية تخلخل سيادة القطب الواحد..

#التسمين #العسكري #الغربي #الاسرائيلي لاوكرانيا.. وبداية #تخلخل #سيادة #القطب_الواحد..
ا.د #حسين_محادين*
(1)
منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وتحديدا بعد أفول الاتحاد السوفيتي السابق،وبدء سيادة القطب الامريكي/ الغربي الواحد تحت مظلة العولمة وضرورة عولمة العالم برمته وفقا للنموذج الغربي المتسيّد منذ حينها.
اقول مجتهدا بناء على الرصد المتواصل لهذه الحرب ونهاياتها المفتوحة على كل الاحتمالات في العالم وعلى مستقبلة، اقول منذ ذلك الحين اي تسعينيات القرن الماضي،لم يشهد العالم والبشرية اختبارا فكرا وعسكريا عميقا ومهددا عسيرا لسيادة واستمرار القطب الواحد كالذي نعيشه الآن في يوميات ومُغذيات الحرب الأوكرانية الروسية، استنادا لاطروحات عِلم الاجتماع السياسي ،من حيث :-
ا- التوقيت، اذ ان روسيا بقيت ممتصة باصرار الواثق لمرارة تراجع حضورها الدولي اثناء الحرب الباردة، وانسلاخ عدد كبير من الدول التابعة لها في عهد الاتحاد السوفيتي،خصوصا بعد ان طرح وساهم الرئيس الروسي السابق غورباتشوف في اطلاق عملية “البوسترويكا” بمعنى تفكيك الاتحاد السوفيتي ،الامر الذي قاد الرئيس الحالي بوتن الى عدم المشاركة في مراسم دفن الرئيس السابق غورباتشيوف قبل شهرين تقريبا والذي قام ايضا بطرد اكبر العائلات اليهودية الثرية جدا من روسيا وهي عاىلة روكفلر.
ب- لمضامين المصاحبة لهذه الحرب وسرعة تغيرها،إذ ان المحلل هنا يلمس بجلاء غياب الحديث العالمي الجاد بخصوص خلق توافقات او اطلاق مبادرات لايقاف الحرب المشتعلة ما بين الاطراف المتحاربة بدموية عالية على ارض اوكرانيا برئاستها المنحازة بقوة مع الغرب واسرائيل معاً ضد روسيا من جهة، وبداية ظهور الانقسام الديني بين معتقد بوتن الكاثوليكي والذي زاد من استشهاداته السياسية اثناء خطبه “بالاسلام وقيمه ” والمعتقدات والتصنيفات الدينية المسيحية الاخرى في الغرب بناء على العديد من التصريحات الغربية التي نشرت بهذا الخصوص.
ج- تواتر”تسمين” وارتفاع دعم امريكا والاتحاد الأوروبي واسرائيل عسكريا ومادياً وتدريبات لقطاعات من الجيش الأوكراني لديهم، وكأن بوسعي الاستنتاج بأن المطلوب من هذه الحرب المرشحة للاستمرار هو:-
إما الحسم النهائي عسكريا لاي من الطرفين في هذه الحرب بالانابة عنهما، ومن ضمن هذا الحسم السيطرة على مصادر الغذاء والطاقة في اوكرنيا والسوق العالمي الارحب والاغنى للتجارة وبالتالي السيادة الجديدة .
وإما هزيمة روسيا وحلفائها في الافكار والطاقة البترولية والنووية الرافضين بدرجات لإستمرار لسيادة امريكا الدولارية وحلفائها كقائدة لواحدية القطب العالمي قبيل اندلاع هذه الحرب، او انهيار سيادة القطب والدولار الراسمالي الواحد.وبالتالي ظهور نظام عولمي جديد بعد ان تضع هذه الحرب نتائجها الجيوسياسية، ولكنه نظام كما هو مأمول للآن ان يكون قائما على تعددية الاقطاب والشراكات بصورة أكثر عدلا من السابق..وكلا الإحتمالين بتحليلي، سيبقى قائما على طبيعة ونتيجة من سيحسم الملف الأوكراني كعنوان رمزي ودام ِ في المحصلة لصالحه، كون هذه الحرب هي الاسم الحركي لصراع الغرب والشرق الاوروبيين اولاً للآن، اي روسيا وأوروبا الغربية وبعدها ستتدحرج النتائج والتغيرات الجوهرية نحو بقية العالم الذي غدا على فوهة انفجارات جديدة في الصراع التكنولوجي الكوني اي الارض والفضاء” ومن ثم الصراعات الضمنية على المستوى الحضاري والعسكري وعلى مختلف موارد الطاقة المختلفة وفي جُل عناوين…

واخيرا المآلات المتوقعة لنتائج هذه الحرب الفكرية العسكرية العالمية ولكن بحدود جغرافية وسكان أوكرانيا المحدودة العد والعدة قبل اندلاع الحرب، والأخطر المتصاعدة خسائر وموارد بشرية انها تقع نيابة عن الغرب المتأمرك وحلفائه بما فيهم اسرائيل ، وروسيا وحلفائها الظاهرين والمخفين على ارض اوكرانيا وبحج غير من مقنعة لنا من كلا المتصارعين،خصوصان ان العالم مليء ببؤر التوتر والتجاذبات بين الغرب والصين بخصوص تايون مثلا، بين امريكا وكولومبيا بخصوص الهجرة والمخدرات..الخ ولكننا ام نشهد وقوع حروب عسكرية مهولة كما نعيشها في اوكرانيا حاليا ومرشحة للاستمرار باجتهادي بناء على الحجم الهائل والمتنوع من الدعم الغربي العولمي لاوكروانيا ضد روسيا بقيادة الرئيس الخلافي بوتن.
اكتفي دون ان اطلق تساؤل ماخز أخر ما موقع ، وما هي الا زان التأثيرية للعرب والمسلمين في ظل هذه المستجدات القادمة حتما علينا نتيجة لهذه الحرب الكونية في المحصلة..وماذ نحن فاعلون..؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى