المتطرفون و دور العبادة / باجس القبيلات

  دور العبادة مرتعا للإرهاب

 تعد دور العبادة سواء المساجد أو الكنائس رمزا دينيا ومكانا مقدسا لمرتاديه. وعليه فهي إحدى ركائز بناء المجتمع من النواحي الدينية، والسياسية، والاجتماعية؛ لذلك يفترض توقيرها وتبجيلها، وعدم ارتكاب المعاصي بين جنباتها وفي باحاتها

ولكن للأسف فقد تعاظم شأن الذنوب والآثام في دور العبادة، ووصل إلى حد سفك الدماء في السنوات الأخيرة بلا رحمة ولا هوادة من قبل الجماعات المتطرفة التي تؤمن بذاتها فقط، بغرض الابتزاز، والهيمنة، وفرض الآراء على السلطة الحاكمة التي تحكم البلاد، ومحاولة إثارة الفتن والقتال، وإشاعة الفوضى والاضطرابات بين أفراد الشعب. والعمليات الإرهابية التي تعرض لها المصلون في المساجد أثناء لحظات الخشوع في سوريا، والعراق، والكويت، والسعودية، ومصر، والعديد من الدول، لدليل صارخ على شدة المأساة .
أولئك القتلة الفاشييون دائما ما يتخذون كل الأساليب المتاحة من الترهيب، و التعذيب، والعنف، والتفجير، والحروب؛ لنيل مآربهم الشخصية
والطامة الكبرى أنهم يطلقون على أنفسهم أسماء دينية لتحقيق غاياتهم تلك، مع أن نفوسهم تفيض شرا، وخبثا، وحقدا على الإسلام والمسلمين الذين يفقدون كيانهم ووحدتهم وقوتهم في هذا الزمان، وأصبحت بلادهم مرتعا لضنك العيش والفتن والحروب التي أعادتنا للوراء وأيقظت في دواخلنا ذكرى سقوط الدولة الأندلسية على يد القشتاليين.
والحقيقة التي لا يعتريها شك أو ينالها ريب، أن الأسباب التي أدت إلى انهيار الدولة الأندلسية قريبة جدا من واقعنا العربي الذي وصل إلى درجة قصوى من الهوان، والانقسام، والعبودية، حتى بات الإنسان العربي يخشى على قوت يومه ورغيف خبزه من الفقدان ولعل السياسات السلبية التي تنتهجها الحكومات لها أكبر الأثر في ما يدور على الساحة العربية، ومقابل هذه الأحداث نحن ما برحنا نلتزم صمت الألم، والإهانة، واللامبالاة على أعتى الأشياء وأبسطها بمساسها واقع حياتنا المليئة بالكد، والشظف، والمعاناة .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى