البيت الأبيض في اليوم الأسود!

#البيت_الأبيض في #اليوم_الأسود!

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
مرة أخرى تضيف أمريكا وحلفاؤها الغربيين درساً جديداً لعملائها في العالم بأنه لا يوجد لها حلفاء، وإنما لها عملاء تتخلى عنهم وتتركهم عند أول محطة بعد أن يحققوا لها أو تحقق من خلالهم مصالحها، فعلى مدار سنوات كانوا يوهمون زيلنسكي بأنه رجلهم القادم وبأن أوكرانيا ستكون ضمن الاتحاد الأوروبي وسيتم ضمها لحلف الناتو، ولكنهم في حقيقة الأمر أرادوا أن تصل الامور الى هذه الازمة وكان بالإمكان حلها بكل بساطة بأن تعطى الضمانات الأمنية لروسيا الاتحادية وتمنح أوكرانيا الحيادية مع ضمانات دولية بحمايتها وتسوية بقية القضايا وفي مقدمتها الأسلحة الاستراتيجية لكلا الطرفين “روسيا والناتو” عبر التفاوض، لكنهم بدلاً من ذلك ضخوا كميات كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا وضغطوا على زيلنسكي للتشدد مع روسيا ومنعه من حل مشاكله الداخلية في كل من لوغاسك والدنباس الأوكرانيتين اللتان تقطنهما غالبية روسية.
البيت الأبيض كعادته مع كل عملاءه تخلى في هذا اليوم الاسود الاوكراني عن عميله زيلنسكي وتركه وحيداً يواجه مصيره، أرادوه دمية لتحقيق أهدافهم باستنزاف روسيا الاتحادية حتى آخر جندي أوكراني وآخر قطرة دم أوكرانية وهم يعرفون جيداً أن هذه الاسلحة التي يرسلونها لن تردع الجيش الروسي عن تحقيق أهدافه لكنها ستزيد الآلام لكلا الطرفين وستراكم الدمار الذي لا زال الجيش الروسي يتحاشى إحداثه في أوكرانيا، وهنا لا بد من الإشارة بأن الجيش الروسي قادر على حسم العملية العسكرية بأسرع مما هو مخطط لها لو استخدم الأسلوب الحربي الامريكي التدميري حيث يتذكر الكثيرون ممن هم في عقد السبعين من العمر الحرب الفيتنامية التي لم يسلم منها البشر ولا الحجر ولا الشجر، ناهيك عن هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين!
إمبراطورية الشر الأمريكية التي ارتكبت أبشع الجرائم تاريخيًا عبر غزوها للدول واستخدامها الاسلحة النووية وقتل الملايين ونهبها لثروات الشعوب ودعمها للأنظمة الديكتاتورية الفاسدة التي تصطف خلفها اليوم دول الغرب المتوحش يتباكون اليوم على الشعب الأوكراني وحقوق الانسان ويجيشون إمبراطورياتهم الإعلامية الكاذبة لتزييف الحقائق وفبركة الوقائع والأحداث لشيطنة روسيا المحقة في مطالبها والصائبة في إجراءاتها الوقائية لحماية أمنها القومي، هذا الغرب المتوحش لا يريد أن يرى اي قوة تقف ضد أطماعه وجشعه، هذا التحشيد الإعلامي والاصطفاف الدولي لم نسمعه ولم نشاهده عندما قصفت يوغسلافيا الأوروبية على مدار 78 يوماً من قبل حلف الناتو ولا عندما اجتاحوا العراق وقتلوا مليون عراقي ولا عندما غزوا أفغانستان وارتكبوا بحق شعبها اقذر الجرائم على مدار 20 عاماً ولا خلال غزوهم لليبيا، لم نسمع بكائهم ولم نشاهد دموعهم على مئات الالاف من ضحايا اليمن الذين يقتلون بتجارة أسلحتهم الفتاكة، لم نلمس ولم نحس بإنسانيتهم على الشعب الفلسطيني المشرد منذ سبعة عقود وترتكب بحقه أبشع المجازر اللاإنسانية على مدار الساعة، لم نرى دموعهم على شعوب إفريقيا الجائعة المنهكة بالأمراض وهم الذين ينهبون خيراته وثرواته ، هذا الغرب تجلى بأبشع صوره العنصرية اليوم على الحدود الأوكرانية البولندية من خلال تعامله اللاإنساني مع الأجانب من الجنسيات الإفريقية والعربية والاسيوية.
الجيش الروسي الذي يقوم بعمليات تحرير – تحرير أوكرانيا من النازية الجديدة وتحرير العالم من مخاطرها المستقبلية لم يدمر البنية التحتية الاوكرانية ويبذل قصارى جهده لحماية المدنيين، كسب تعاطف غالبية شعوب العالم الذين عانوا كثيراً طوال عقود من الزمن من جشع وهيمنة الدول الاستعمارية الغربية المتوحشة، صحيح ان هناك أنظمة خاضعة لهيمنة وابتزاز ورشاوى الغرب في المحافل الدولية لإدانة روسيا الاتحادية، لكن الشعوب تقف في الجانب المؤيد والمناصر للموقف الروسي.
روسيا ستحقق كل أهدافها والحرب ستتوقف، هذه الحرب التي في شق منها هدف أمريكي بإضعاف الاقتصاد الاوروبي كشفت هشاشة الدول الاوروبية وضعفها وتابعيتها للكابوي الامريكي، بعد هذه الحرب سيشهد العالم تغيرات جيوسياسية وجوإستراتيجية ومن أبرزها عالم متعدد الأقطاب لا هيمنة أمريكية فيه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى