البكاء بين يدي زرقاء اليمامة

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
يوسف غيشان

بالمناسبة، عنوان المقال مسروق تماما من عنوان ديوان للشاعر المصري الكبير أمل دنقل صاحب قصيدة «لا تصالح» الشهيرة، وقد سرقته هنا، عينك عينك، لأنه يناسب محتويات هذا المقال.
على ذمة من يبتكر أقاصيص التاريخ لمنحه المزيد من التشويق، ولو على حساب الحقيقة فقد كان من الطبيعي في عصر الامبراطورية الرومانية ان تذهب المرأة الى (السوبرماركت) وتشتري (مدمعة) بالحجم الذي تختاره، وهي اناء كانت المرأة تستخدمه لتجميع الدموع التي تذرفها خلال غياب زوجها او بعد وفاته (يوجد منها عدة موديلات) وتدفنها معه ان قضى الرجل خلال حياتها.
والمدامع كما قلنا احجام متنوعة حسب قدرة المرأة على الحزن او على النفاق الاجتماعي، لكن اكثرها لا يتجاوز سعة الليتر، طبعا لم يكن الرجل يذرف الدموع على المرأة وليس هناك مدامع نسواني واخرى رجّالي او ولاّدي!!
ربما كان من الطبيعي آنذاك ان يهدي الاطفال امهم (مدمعة) مذهّبة في عيد الام او يوم المرأة العالمي او عيد ميلادها حسب شهادة تقدير السن.
اعجبتني الفكرة، لكني اسعى الى تطويرها كما تطور الهجاء العربي للافراد الى سخرية بالجماعات ، اسعى الى تركيب (مدمعة) كبرى في كل بلد عربي او ربما مدامع فرعية في المدن والارياف تصب في المدمعة الاقليمية الكبرى. ثم نشرع في البكاء على حالتنا منذ وفاة المعتصم واستيلاء اخواله السلاجقة على مراكز القرار وحتى مؤتمرات عصرنا، وما انصب بينهما من كوارث ومصائب على رؤوسنا العزلاء.
ربما خلال سنة او أكثر سوف تمتلئ مدامع الوطن العربي، ونكون في هذه الاثناء قد مددنا بينها خطوطا سرية لتجتمع هذه الدموع في مكان واحد ونلقيها بشكل مفاجىء وسريع على كيان العدو الصهيوني ونغرقهم بالدموع المالحة …. اذ ربما تحقق المدامع ما لم تستطع المدافع ان تحققه:
= مفاعلاتهم النووية سوف تبرد وتصدأ من ملوحة دموعنا!!
= اسلحتهم تتحول الى فشنغ!!
= طلقاتهم الى ملبس ع لوز (مالح)!!
= سوف يجرفهم تيار دموعنا الى البحر المتوسط. ونخلص منهم للأبد
لذلك اقول من الان كما قال زميلي احمد سعيد قبل عدة عقود!!
– تجوّع يا سمك البحر!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى