ما زال البرود سائداً / عمر عياصرة

ما زال البرود سائداً
لا يختلف اثنان على ان الانتخابات الحالية هي الاقل حماسة من بين كل الانتخابات التي جرت في تاريخ الاردن، ربما منذ تأسيس الامارة.
الجمهور غير متحمس، ويملك لذلك حوارا في ذهنه وعقله، فسلبيته تستند الى تلك الثقة المعدومة بينه وبين المؤسسة التشريعية او قل بينه وبين كل المؤسسات.
في حواراتنا معهم، يريد الناس ان يعاقبوا المجلس السابق من خلال الغياب عن التصويت في الانتخابات الحالية، وهنا تظهر المفارقة الكبيرة بأنهم يعاقبون انفسهم، لا نواب المجلس السابق.
نحاول جاهدين اقناعهم ان مجلس النواب سيكون موجودا على الواقع، سواء انتخبوه ام لم يفعلوا؛ بالتالي عليهم ان يساهموا على اقل تقدير بالتخفيف من حدة مساوئه.
مع ذلك، ارى ان هذه السلبية في التعاطي مع المؤسسة التشريعية، لها اسبابها، اهمها اداء المجالس السابقة، وكذلك تغول السلطة التنفيذية على المجلس.
لكن هل هذا امر يجب السكوت عنه، والتسليم له، الاجابة هنا مهمة، فصانع القرار عليه ان يدرك ان انقطاع صلة الناس بالمؤسسات امر خطير سيقود في النهاية الى اختلالات اجتماعية وسياسية لا تحمد عقباها.
من هنا، يجب على الدولة العمل الجاد على اعادة تقييم الموقف، وقراءة الاسباب الموجبة للسلبية، ومن ثم التصرف على اساس من الوطنية الخاصة الخالية، ومن الغرض المرحلي.
لا تعجبني الاجواء السائدة، واشعر انها غير وطنية، فحين يتحدث المواطن العادي عن المجلس التشريعي بهذا المنطق السلبي فهذا مؤشر على ضرورة تغيير الصورة للافضل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى