رسالة من فوق الماء..

#رسالة من فوق الماء..
بقلم: د.فلاح العُريني.
لعناية معالي #وزير #التربية والتعليم الأكرم..
تحية وبعد.
اتمنى أن يكون معاليكم واسع الصدر، قابل النقد، حاملاً للهم الوطني..
اليكم بعض الملاحظات في وزارتكم:

أولاً:

عندما يكون هنالك تجاوزات مالية وتحت أي مسمى، فالحل يا معالي الوزير لا يكون فقط باسترجاع المال المنهوب تحت غطاء القانون، بل بمحاسبة الذي تطاولوا على المال العام، وجهلهم بالقانون لايعفيهم من المسؤولية الإدارية المتمثلة بالعقوبة والتي اقلها انذار واقصاها الطرد من الوظيفة، وكذلك العقوبة المدنية والحقوقية والتي تتمثل بإعادة اموال الدولة المنهوبة، اضف إلى ذلك العقوبة الجزائية المتمثلة بالحبس في حال ثبوت الجريمة وتوفر القصد الجرمي بحق أي مسؤول في وزارتكم.

ثانياً:

محاولة اخفاء تقرير ديوان المحاسبة، والبحث عن شخص الموظف الذي سرب التقرير للمواقع الالكترونية، امر مرفوض جداً، فالأصل النزاهة وتحري الحقيقة وعدم التستر على الجريمة، وكشف الأمر للرأي العام من باب الأمانة والمصداقية.

ثالثاً:

لو بحثتم عمن سربوا اسئلة الثانوية العامة خلال السنوات السابقة بالقدر والجهد الذي وظفتموه للبحث عمن سرب تقرير ديوان المحاسبة لكانت سمعة التعليم افضل مما هي عليه الآن.

رابعاً:

معاقبة إحدى الموظفات بنقلها نقلاً تعسفياً لأنها ليس ضمن كادر التظليل، ومتهمة بتسريب تقرير ديوان المحاسبة، أمر فيه من الظلم مايحرك الضمير والوجدان يامعالي الوزير.

خامساً:

حديثكم عن وجود بعض الاسئلة الصعبة في امتحان الفيزياء وعدم كفاية الوقت، ووجود اسئلة تفوق قدرات الطالب، ثم الحديث عن نسبة النجاح في الفيزياء هذا العام بشكل يفوق نسب السنوات السابقة أمر مضحك ومخجل، ويجعلنا نضع وزارتكم أمام خيارين لاثالث لهما:
إما انكم قمتم بزيادة العلامات في مبحث الفيزياء هذه الدورة من باب تظليل الطالب وولي امره والاستقواء على صرخات الطلبة ومعلميهم حول صعوبة الأسئلة وانحدارها، أو أن التصحيح في السنوات التالية لايرتقي لمستوى العدالة وفيه ظلم للطالب ودليل ذلك تدني نسبة النجاح في السنوات السابقة في مبحث الفيزياء مقارنة مع هذه السنة.

سادساً:

حديث وزارتكم بأن الذين يقفون خلف ترويج صعوبة امتحان الفيزياء وعدم منطقيته هم معلمي الخصوصي واصحاب المنصات التدريسية التي تتقاضى رسوما مقابل تدريس الطلبة، كلام فيه من التجني والبهتان مايحتاج إلى مياه البحر الميت لغسله، ذلك البحر الذي ابتلع اكثر من عشرون طفلاً في مدارسكم يامعالي الوزير..
وتوضحياً لذلك الاتهام الظلامي والظلالي اود أن اقول:
١. صعوبة اسئلة الفيزياء يمثل رأي الطالب على مقاعد الإمتحان قبل ان يمثل رأي معلميهم.
٢. هؤلاء الزملاء المعلمون الذين تتهمونهم بالترويج لصعوبة الأسئلة هم معلمون يتبعون لملاك وزارة التربية والتعليم، والتشكيك بهم يعني التشكيك بالوزارة نفسها واخراجها خارج مسرح التعليم الحقيقي.
٣. إن المعلمين الذين يقومون بإعطاء الخصوصي (بالمناسبة أنا لستُ منهم وليس لي منصة ولا أعطي خصوصي أبداً)، جاؤوا منقذين للطلبة في الوقت الذي تخلت فيه الوزارة عن ابنائها، فلو قارنتم منصة المعلم مع منصة درسك لاحمرت الكثير من الوجوه خجلاً ولبحثت وجوهٌ أُخرى عن منقذٍ لها من عذاب السعير.

سابعاً:

تشكيل لجنة من قبلكم دون أن تكون محايدة ودون معرفة اشخاصها، وخروجها الينا بزمن قياسي لتبرر وتدافع عن الوزارة وتتجنى على الطالب وولي امره، فهذا يعني إنها لجنة غير مرحب بها من طرف الضحية.

ثامناً:

من باب النصيحة لا اكثر:
١.عليكم معالي الوزير قتل الشللية في وزارتكم، وتقليم اظافر كل من يحاول التمرد على مصلحة الموظف وهيبة الوزارة وحقوق الطالب الذي هو في الأساس محور العملية التعلمية.
٢.حماية الموظفين الاقل حظا والذين ليس لهم سنداً أو ظهراً في وزارتكم والذين غالباً ماتجعلونهم كبش فداء في أي اخفاق في وزارتكم وما اكثر اخفاقاتكم، ومثال ذلك الضحية التي ستنحرون حقها هذا اليوم في وزارتكم.
٣. الدائرة القانونية في وزارتكم عليكم مراقبة عملها من باب النصح وليس الاتهام، وعليكم اخبارها أن واجبها بيان الرأي القانوني في أي قضية لديكم، وليس من واجباتها البحث عن مهرب قانوني متى وقعت وزارتكم في سراديب الظلم وقتل العدالة، لذلك الدائرة القانونية يفترض في اي مؤسسة من مؤسسات الدولة الأردنية تمثل الادعاء العام والخصم الشريف الذي يبحث عن العدالة وليس طمس الحقيقة والأدلة الجرمية..
معالي الوزير..
سبق ان التقيتكم، ودار بيننا حديث مختصر، فإن وصلتكم رسالتي هذه وقراتموها، فقبل ان تتقدم بشكوى ضدي إلى الجرائم الإلكترونية، اتمنى أن تلتقي بي ثانية ابراءً للذمة، حيث في جعبتي الكثير الكثير والذي لايمكن نشره هنا الا مضطراُ، ليس فقط في مجال التربية والتعليم، وإنما التعليم العالي ايضاً، فالخلل يدكُّ اركان التعليم من المهد حتى اللحد..
واخيراً اسأل الله يامعالي الوزير أن تكون كيساً سمحاً رحباً نصيراً للحق، وان تفكر وأنت تقرأ سطوري بالأخذ بالمفيد منها وليس كيفية معاقبتي وطي عنقي بقوانين جاءت سيفاً مسلطاً على رقاب الوطنيين الشرفاء..
د.فلاح العريني.
دكتوراه قانون خاص.
DR.FALAHALORAINY@GMAIL.COM

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى