الاستقبال الشبابي للنائب صداح حباشنة..الرسالة والاستنتاجات.؟
ا.د حسين محادين
من منظور علم الاجتماع السياسي لا يجوز النظر بعفوية الى واقع ودلالات الاستقبال الشبابي الذي رافق وصول النائب البرفيسور صداح حباشنة بُعيد وصوله الى الكرك المعتقة بالتاريخ والولودة بالسياسية؛ فكرا وقيادات وتحديدا مساء امس كصورة مصغرة عن بقية محافظات الوطن ؛خصوصا وان الشباب المتضررين من تحالف الحكومة ومجلس النواب؛ فالشباب كانوا القاعدة الاوسع التي رافقت وهتفت بوجع وجرأة ضد سياسات حكومة د.الرزاز التي انقلبت على ما وعدت به من إلغاء هذا قانون الضريبة قبيل وبعد أن نالت الثقة من مجلس النواب ؛وبعدها تمريرها لهذا القانون المُعدل الذي بقي مرفوضاً شعبياً رغم إقراره نيابياً؛ وهذا هو جذر الغضب الاول الذي طفى على السطح اجرائياً وفي شوارع الكرك ليلةامس؛ هذا القانون الذي سبق وأن اسقط حكومة الملقي جراء إصرار اعتصامات المحافظات المتفاعلة كأساس و من على الدوار الرابع كذروة لهذه الاعتصامات مجتمعة ؛وهذين التمررين اللذان مررتهما حكومة الرزاز “الثقة،
وقانون الضريبة” عبر تواطىء مجلس النواب مع الحكومة . لقد مثلت هذه المواجع ذروة سُخط الشباب من قبّل؛ هذا الاستياء الذي ظهر ليلة الاربعاء؛ فبلغ ذروته عقب ظهور التعينيات التنفعية الاخيرة من قبل الحكومة والنواب كجذر ثانِ لجذوة الغضب التي اوقدت التضامن الشبابي الاردني انطلاقا من الكرك والتي وظّفت ضمنا ما جرى في مجلس النواب من عراكات وتقاطعات مصالحية “مؤيد ومعارض” لسياسات الجباية الرسمية وحرية التعبير المُصانة تحت قبة البرلمان ؛ والتي أظهرت التعينات الاخيرة الخاطئة فكرا وتوقيتاً امام الراي العام الاردني وكأنها سداد ديّن حكومي لإعضاء من مجلس النواب على حساب الناخبين وتجاوزا للقانون والاردنين عموما ؛ولا يجب ان يغيب عن البال ؛ما صاحب امس من حديث للنائب الرياطي الواخز في المجلس والذي آزره د.صداح بدفاعه عن حق زميله في التعبير عن بعض الاعتداءات الموثقة على المال العام والفساد تحت قُبة البرلمان.
2- اللافت ان قطاع الشباب الاردني والكركي منه -لغايات التحليل هنا- المتوتر اصلا والمتوثب بالامس هم القاعدة الاوسع عددا وتاثرا في تحديات البِطالة والاستبعاد السياسي والتشاركي لهم ومعهم حكومياً؛ فهولاء الشباب المُستقبِل والحامل لصداح على الاكتاف متعدد الافكار والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية المتواضعة استقبلوه ربما في رمزية تعبيرية مُتوجِة لرفضهم هذا الواقع المّر باحساسهم التعبيري واصواتهم الخشنة التعابير. فهم علميا كشباب يتفردون بسمات خاصة بهم كاصحاب ثقافة فرعية يجب التفكر ببنيتها؛ وقراءتها والانصات اليها بعمق واحتراز من الآن باتجاه القادم ومن زاوية سياسية واقعية مفتوحة على كل الاحتمالات تحت مظلة الوطن الصابر وبناء على ما هو آت.ِ:-
1- ان الشباب من الجنسين يتسمون بإمتلاكهم لبُعدي الزمن حاضره ومستقبلة دون غيرهم من الشرائح الاخرى في مجتمع أردني يوصف بأنه شاب ايضاً.
2- ان الشباب بُحكم خصائصهم النفس نمائية هم الاجرأ على المغامرة والاندفاع بأي مظهر يصعُب التنبوء به وبحجم واتجاه اندفاعهم في ظل الكثير من الإحباطات التي يواجهونها أردنياً هم وآهاليهم خصوصا بعد ان طال انتظارهم للاصلاح العميق الذي يُنصفهم حقاً إضافة لمطالبتهم كمواطنين بمحاكمة الفاسدين والمفسدين معا ؛ ما شكل إحباط مضاف في احساسهم الجمعي كشباب من جنوب الوطن الآن؛ دون ان ننسى بأنهم ابناء إرث حضاري وحراك سياسي سبق وان اسقط العديد من الحكومات الاردنية منذ تسعينيات القرن الماضي واخرها حكومة الملقي؛ مثلما هو إرتباطهم كشباب على علاقة يومية وتربوية مع معاني ووقائع التضحيات بالضد من الارهاب والعنف و كل اشكال الظلم والجباية تاريخيا ؛او حتى الاستخفاف الواضح بحقوقهم كمواطنين ترابطاً مع ازدياد الفجوات التنموية والجيلية بين الشباب والدينصورات
“الشياب” السياسية معا؛ بحجة المديونية من جهه ومن الجهة الثانية مع سياسات وقرارات الفريق الوزاري الحالي “الديجتالي/ الخصخصّي” والذي يثم تعظيم جني الارقام من جيوب المواطنين على حساب الاهتمام بالانسان الصابر الذي هو الاغلى كما يفترض.
اخيراً..
لعل المسيرة الشبابية وموكب السيارات الكثيرة الاعداد امس التي رافقت النائب د.صداح حباشنة ؛قد مثلت رد فعل معنوي وسلوكي متنوع الافكار والمبررات كطريق تعبيري رافض وموازِ لضعف وخيبة أملهم من اداءات مجلسيّ الوزراء والنواب معاً ؛ فهم عديدي المكونات الفكرية والتعليمية صحيح؛ إلا أنهم متفقون بوضوح بالنسبة للمراقب والمحلل العلمي المحايد على رفض سياسات وتوافقات كلِ من الحكومة ومجلس النواب معا وهما اللذان يستنزفان كما عبر المشاركين في احاديثهم وبيانهم المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي يستنزفان هيبة الدولة ومنجزات اجيالها وحقوقهم الدستورية ايضاً؛ بداية في الكرك وباتجاه اهداف وطموحات كل الاردنيين بكل محافظاتهم ومكوناتهم الديمغرافية..
فهل نحن متيقضون ومستلهمون لدلالات مثل هذه المسيرة الموحية بالكثير من المعاني ومصاحباتها العديدة من قِبل صناع ومتخذي السياسات العامة المُنفرة والضاغطة للجماهير المحتقنة منذ مدة للاسف.. وماذا نحن فاعلون اجرائيا حفاظا على امننا المجتمعي الاشمل؟. حمى الله اردننا الحبيب.
#عضو مجلس محافظة الكرك.