خرافة إيران الجديدة : الأردن دولة السفياني الذي يجب تدميره

خرافة إيران الجديدة : الأردن دولة السفياني الذي يجب تدميره

د. نبيل العتوم

رئيس وحدة الدراسات الإيرانية

مركز أميه للبحوث والدراسات الإستراتيجية

مقالات ذات صلة

في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها الأردن والمنطقة، وتداعيات تأثير الأزمات والحروب الطاحنة، التي باتت تستنزف قدراته وموارده بلا هوادة، لا بدّ من الكشف عن موقف إيران الحقيقي من الأردن، والنظريات التي تتبناها، والتي تشكل محددات تصوغ العلاقات بين طهران وعمان ً، في الوقت الذي تشهد المنطقة العربية ومنذ عقود خلت احتدامًا وصراعًا غير مسبوق، بما تم تسميته بالصراع العربي – الإيراني، والذي جاء على خلفية الثورة الإيرانية وطروحاتها وخزعبلاتها المذهبية المشكوك أصلاً بصحتها وصدقها، وما عملت عليه دولة (ولي الفقيه ) منذ انتصار الثورة وما مثلته إيران الشاه قبلها من تهديد أمني وإستراتيجي لمصالح واستقرار دول وشعوب العالم العربي وأمنها، ومن ضمنها الأردن .

يُخطئ مَن يظن أن تودد طهران للأردن يعكس حقيقة النوايا التي تكنها دولة الولي الفقية الحقيقية للدولة الأردنية وقيادتها وشعبها، والتي تعود بالأساس إلى ممارسة “سياسة التقيه ” التي يحاول الترويج لها سياسيون ورجال دين شيعة بوزن المرشد، ورئيس الجمهورية، ومراجع التقليد !، دأب خلال الفترة القريبة على توجيه رسائل مجاملة ظاهرها التودد، وباطنها الحقد والكراهية لمواقف وسياسات المملكة الأردنية الهاشمية، والطعن بنسب عائلته المالكة، والكيد والتربص للأردن !.

تنشغل إيران هذه الأيام بمحاولات حثيثة لتشويه صورة ودور الأردن من خلال ضخ إعلامي مذهبي ثأري غير مسبوق حول نبوءات وتأويلات خرافية مرتبطة بشخصية حتمية حول قرب ظهور (السفياني)، من حيث من هو؟ وأين يخرج؟ وكم يحكم وتأثيره على إمام الزمان ؟ وما هو موقف إيران منه؟ وتحليل طبيعة الدور الخطير الذي سيلعبه حينما يظهر.

باتت شخصية السفياني هذه الأيام تحتل مساحة كبيرة من خلال الإعلام ومواقع التواصل الالكترونية الإيرانية، على اعتبار أنها من أهم الشخصيات التي ستسبق خروج الإمام المهدي الإيراني، حيثُ تتزامن مع خروجه – حسب الترويج الإيراني لعنات إلهية ستحلّ بالمنطقة والعالم، وأن على إيران الدولة والثورة الاستعداد، وشن حرب ردعية دفاعية لحماية نفسها، لكن ضد من ؟ .

تجهد إيران حالياً بالحديث عن السفياني، ومحل خروجه وأوصافه من أرض سميت بالوادي اليابس ” الأردن ” . وأنه سيحكم خمس مناطق متجاورة وهي التي عبرت عنها الروايات بالكور الخمس، دمشق، وحمص، وفلسطين، والأردن، وقنسرين، الإشكالية المهمة عند إيران في الحروب التي سيخوضها السفياني؛ هو مدى حقده على شيعة آل البيت، تقول خزعبلات آيات الله “ما إن يستقر حكم السفياني، ويُحكم القبضة على الكور الخمس يتوجه إلى الشيعة بالإبادة والاستئصال والثأر منهم، حتى لا يكون له هم غير قتل أتباع أهل البيت وسلامه عليهم أجمعين وفنائهم فعن الإمام الباقر -صلوات الله وسلامه عليه- أنه قال: «وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم… فإنّ حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا» .

مهدت إيران لحملتها الإعلامية والمذهبية حالياً من خلال الجهد في الطعن بنسب العائلة المالكة في الأردن، ونفي هاشمية انتمائها، وأنها تقف خلف مخطط يستهدف إبادة الشيعة، وأنه قد آن الأوان لإيران بصفتها ولية أمر المسلمين أن تُصرح عن ذلك جهاراً، وأن ساعة الصفر قد دقت من خلال إطلاق تحليلات اخبارية ومذهبية تروج لدعايات مضللة حول تأويل مراسم اعتماد الراية الهاشمية الذي جرى في الأردن مؤخراً- والتي كان الملك يستخدمها عادة في المراسم الرسمية – حيث حاولت إيران تشويه هذه المراسم، والترويج لمفهوم ” مراسم تسليم راية السفياني وطلبه الثأر “، حيث روج الإعلام الإيراني أن صفات السفياني باتت تنطبق على الأردن، و يأتي في رايات حمر = وهي الراية الحمراء السفيانية التي تطلب الثأر من شيعة أل البيت ..يا رب ثأري ثم النار، ثم التأويل بصورة درامية لصورة الثلاثة عسكر الذين تسلموا الراية مقلوبين الشماغ وهذه دلالة في الأردن على الثأر، بعد الاستعانة بالعلماء حتى من سلم “الراية السفيانيه” لإعطائها عسكر الثأر هو (مفتي الأردن)، وألبسه الملابس العسكرية لمن، وهو ما تريده دولة السفياني فعلياً حسب الخزعبلات التي يروج لها مراجع التقليد التابعين لولي الفقيه الفارسي .

من يقرأ ما ذكرناه يتعرف باختصار على الموقف الحقيقي لآيات الله “إيران”، ومحاولاتهم دغدغة المشاعر والعواطف من خلال إبداء الرغبة في التقارب مع الأردن بناء على تعظيم القواسم المشتركة، وفي مقدمتها النسب الهاشمي الشريف للعائلة المالكة في الأردن، مع الآخذ بعين الاعتبار المخاطر الكامنة وراء المجاملات الكاذبة والمنافقة، وتأثير ذلك على الأردن وأمنه واستقراره، و الشبق الإيراني المحموم لاستهدافه مدفوعاً بمثل هذه الخزعبلات المرفوضة جملة وتفصيلاً……

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. الاسبوع الماضي يطل مسؤول اردني ويقول يجب ان نترك الخطر الايراني وننتبه للقضية الفلسطينية .أرجو ان يقرأ ويعي مستوى الخطر الايراني .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى