لا أريد الإصلاح ما استطعت !! / سالم الفلاحات

بصراحة

لا أريد الإصلاح ما استطعت !!

دعك من لسان مقالهم فهو خداع..

أمّا لسان حال الذين يملكون السلطة عندنا /وما عدت أستطيع معرفتهم بالتحديد علاوة على تفهم فلسفتهم تلك/.

مقالات ذات صلة

وجهلي هذا بهم لا يعني أنني لم أستمع إلى عشرات التخمينات والتوقعات المتلجلجة بين الضعف والقوة، والخيال والحقيقية فيمن يقود السفينة وهي تجري بنا في موج كالجبال، ولا يدري أحد متى يغيض الماء وتستوي على الجودي !!

لكن السؤال المحير، لماذا لا يريد أو لا يريدون الإصلاح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ؟، ويسجل لهم تصميمهم وتنفيذهم فلم يتركوا أحداً في وهم أو ضلالة ؟

لماذا ؟ وهل يمكن لعاقل أن لا يصلح بيته قبل أن يكبر فتقه ويستحيل إصلاحه ؟

هل من عاقل يؤجل علاج وحيده الغالي الذي رُزقه على انتظار، حتى يستفحل فيه المرض وهو يستغيث واأبتاه…. آناء الليل وأطراف النهار يستجير بأبيه وأمه ومن حوله فلا يُسمع له صوت ويبقى يتلوى من الوجع وهم ينظرون إليه.

هل هذا يمكن أن يقع في بلاد عريقة وشعوب متصلة لآلاف السنين كشعوبنا ؟

لا نريد الإصلاح ما استطعنا وبلّطوا البحر…

ما قام به الأردنيون من عام 2011 من احتجاجات واعتراضات واعتصامات ومسيرات ونداءات وبيانات وحوارات ولقاءات وكلها تحت الشمس – ما لا يمكن احصاؤه فما تُرك بلاغ ولا بيان ولا حجة ولا إقناع في الجهر والسر وفي الليل والنهار شعراً ونثراً بالفصحى والعامية إلا واستخدم.

يصعب إحصاء النداءات والاستغاثات التي تصل حد اعتصار القلوب والبكاء حسرة على الوطن المنهوب بلا سامع، وبعد المؤامرة الكونية والإقليمية والمحلية على الربيع العربي أخذ الجميع يحاول (غافلاً) أن يعالج مشكلته منفرداً ويحرص على أن لا يشاركه أحد حتى لا يسيس فعله، ولم تفلح حالة واحدة.

عدّدوا معي من شارك في الاحتجاجات لأنّ (جوجل) خذلني بالإحصاء وهو الذي يحصي كل شيء إلاّ هذه ومنهم على سبيل المثال:-

السياسيون والحزبيون، والنخب الوطنية، والكتاب والشعراء، وأصحاب الحافلات العمومية والسائقون، وعمال الكهرباء، وموظفو الضريبة، والصحف اليومية.

والنقابات المهنية، والنقابات العمالية أيضاً، والمستأجرون والمستوردون والمصدرون، ومعارض السيارات، ومكاتب السياحة والسفر والحج والعمرة، والمعلمون ومتقاعدوا الضمان، والمتقاعدون المدنيون والعسكريون، وأطباء الصحة، والخريجون بلا عمل، وحملة الدكتوراة، وحملة الشهادات الثانوية العامة من خارج الأردن.

والمهندسون، والمهندسون الزراعيون، والمزارعون وما أدراك ما المزارعين الذين وقفوا على (جبل) مجلس الأمة شهراً (بلا مخيمات)، والمحتجون على صفقة الغاز والأراضي المستملكة له، ومتقاعدوا الفوسفات.

والواجهات العشائرية، ومربوا المواشي احتجاجاً على أسعار الأعلاف، والمحتجون على الضرائب وقوانين الجرائم الالكترونية ومحكمة أمن الدولة.

ليس هؤلاء فقط.. وإنما بعض الوزراء والكبراء، وبعض رؤساء الوزارات والمتقاعدون الكبار، وحتى بعض الوزراء العاملين إذا اطمأنوا للسامعين وأخذوا الأمان، والكثير من النواب يشكون مر الشكوى.
وحتى ملك البلاد يشكو ويتحدث عن كسر ظهر الفساد وأن بعض المؤسسات الرسمية تخذله فمنها القاعد والبطيء وربما من لا تستطيع فهم سلوكه ولمصلحة من ؟
والكل يشكو ويبكي أما الكتاب فقد سرق فعلاً ولكن من سرق الكتاب ؟ ونَهَب المال ؟ وظلم الضعاف ؟ وضلل الرأي العام وتستر على المفسدين، وفر من القانون، وتهرب من الضرائب ، وامتص دماء الشعب ؟ هل هم نحن ؟

صرخ الأردنيون وكتبوا، نبهَّوا، نصحوا، خرجوا، ساروا، اعتصموا…..، ومن شاء فليستمع كل يوم من الصباح الباكر للإذاعات المحلية – باستثناء المخدرين المطبلين.

أما الذين لم اسمعهم يصرخون وينصحون فهم الذين لا أعرف لغتهم كالطير والحيوان والديدان والجمادات.

وبالتأكيد لها لغة من نوع آخر.

هل بقي من لم يئن ويشكو ويصرخ ؟

وليعذرني من احتج ولم أذكر اسمه واسم أمه فما الإهمال قصدت، وليكتب من يعرف شرائح أخرى احتجَّت ولم تذكر لندخل موسوعة (قينيتس) في الاحتجاج وعدم السماع.

اما الشريحة التي لم تحتج بل تحاول إسكات المحتجين وكتم أصواتهم فهم أرباب الفساد والاستبداد الذين لا يعيشون إلاّ على الخراب.

لم لا تسمعوا لهؤلاء العقلاء الوطنيين الصادقين ؟

أم أنهم شرذمة قليلون ! أم هم من المتصيدين في الماء العكر ومن الباحثين عن مكاسب وأصحاب الأجندات الخارجية !

أم أنكم تظنون أنهم خلقوا من أجلكم ولخدمة ذراريكم ؟

أم أنكم ترون ما لا نرى، ولا تُرونا إلا ما تَرون، وعلينا النوم والشخير وأنتم أهل التفكير والتدبير.

كل فاسد يدَّعي الإصلاح /عند اللزوم/ ويستمر في إفساده، هذه حقيقة نعلمها ولا تغرنا.

يا من تملكون السلطة أما آن لكم أن تسمعوا لهؤلاء جميعاً، وتكفّروا عن يمينكم بأنكم لا تريدون الإصلاح ما استطعتم، قبل فوات الأوان وحلول الطلاق البائن بينونة كبرى..

وإن لم تسمعوا لهؤلاء فاستمعوا للشاعر النبطي الكبير السن الذي عقه أبناؤه فقال:

قمت اتوكأ فوق عوج المطاليب (العصي) وقِصْرت خطانا يوم طالت خطاكُم

شفت الجفاء والحيف والغلب والريب اهبوا هبيتوا يقطع الله نماكم (اخسأوا)

أتمنى أن تسمعوا وإن كنت ضمن هذه المعطيات من الفرقة الشعبية وسطحية المعالجة والمعارضة لا ألوم إلاّ نفسي والمحتجين والمتظاهرين والمعارضين والنخب الأردنية التي تتقن الثرثرة السياسية والوطنية إلاّ من رحم ربك التي لم تجد طريقاً للعمل المشترك بعد.. فهل إلى خروج من سبيل ؟

يا سامعين الصوت شو اللي بلاكو

ويا نائمين الليل أما كفاكم

ويا خايبين الشور ماذا دهاكم

ويا كاتمين العلم الله وراكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى