الإنجازات الصفرية للقمم العربية!

#الإنجازات_الصفرية للقمم العربية!

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
تعيش شعوبنا العربية عمومًا أوضاعًا اقتصادية مزرية جدًا وانهياراً وتراجعًا في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، والسبب في ذلك هو أن هذه الشعوب تحكمها أنظمة وراثية استبدادية تشكلت على مزاعم ووهم الوطنية والسيادة والاستقلال وأكاذيب مقارعة #الأعداء #الخارجيين من #الصهاينة والإمبرياليين. في ظل هذه الخرافات سيجت الأنظمة نفسها بقوى أمنية موالية لها امتيازات عالية وكذلك بطبقات سياسية رأسمالية تدافع عن المصالح المشتركة فيما بينهم، وكومبارسات شعبية ” كتاب وإعلاميين وشعراء وسحيجة ” منتفعين ويصفقون للباطل، طوال العقود الماضية حُكمت الشعوب العربية بقبضات أمنية حيث سادت قوانين الطوارئ والأحكام العرفية وغيبت الحريات وعُطلت الدساتير وأديرت الدول بعيداً عن مشاركة وأعين الشعوب ، لذلك تفشى الفساد والارتزاق ونهبت الثروات وتفشت كل آفات المخاطر الاجتماعية التي تكابدها الشعوب العربية اليوم من فقر وجوع وبطالة وجرائم وتطرف .
أحد أهم الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا لهذا الحال من التخلف والتشرذم والجوع هو #الهيمنة_الأمريكية على معظم أنظمة الحكم العربية وتوجيهها وتحريكها بما يخدم أهدافها ومصالحها وهي تتحكم في إدارة شؤون بلادنا من خلال أدواتها وعملائها المحليين ممن يتوارثون مواقع المسؤولية الذين ينفذون السياسات الصهيوأمريكية لتدمير الأوطان عبر تبذير ونهب المال العام لإغراق الدول بالديون وتعطيل القطاعات الإنتاجية الوطنية وتدمير منظومة التعليم والقيم الاجتماعية والدينية لإفشاء الجهل وثقافة الانحلال وتغييب الثقافة الوطنية ونشر كل بذور الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية وتعظيم كل أشكال الخلاف والتناحر بين الدول العربية .

جميع أشكال الوهم الذي قامت عليه غالبية هذه الانظمة وتحكمت بمصير شعوبها هي عملياً غير موجودة على أرض الواقع ، وعلى سبيل المثال من هي الدول العربية المستقلة ذات السيادة اليوم ! ألم تقم هذه الأنظمة على أساس مقارعة الاعداء ورفعت لذلك شعارات كبرى لتحرير فلسطين ! ألا تقيم معظمها الآن علاقات صداقة ومحبة مع دويلة الكيان الصهيوني ! ألم تطرح الأنظمة العربية شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة لشعوبها؛ فأين الحريات وأين العدل؟ حتى الدول التي تدّعي وتستثمر بالديمقراطية وتتغنى ببرلماناتها ومجالس شعوبها هي أكثر بوليسيةً من غيرها.
قمم عربية كثيرة عقدت، وقيلت فيها القصائد الشعرية والأغاني والموشحات، وللتذكير فإن القمم العربية الأولى ابتداء من عام 1946 كانت تشدد على الوحدة العربية والتضامن والدفاع المشترك لينتهي بنا المطاف ان تلملم #القمم_العربية الأخيرة شتات بعضها تحت شعارات مثل الوفاق والاتفاق من عظم تآمر نظام الحكم العربي على بعضه ، للأسف لم يلمس المواطن العربي إنجازات تذكر بالرغم من توفر كل المقومات والمقدرات!

لن يتحقق شيء ما دامت العروش مرتهنة وتابعة وتنشد الحماية الأمريكية وهي ليست على استعداد للتصالح مع شعوبها لبناء الوطن العربي على مبادئ وأسس الاستقلال الوطني الفعلي ، لن يتحقق شيء ما دامت مصالح طبقات الحكم العربية تختلف وبشكل متناقض تمامًا مع مصالح الشعوب ، هذه الطبقات التي لم تشعر يوماً بالبرد والجوع، لم ولن تعاني من مشاق الحياة اليومية وآلام الأمراض ولم تعرف العوز والحاجة ، هذه الطبقة لا تعرف قهر الآباء والأمهات على فلذات أكبادهم الذين فقدوا الأمل بالحياة ، هذه الطبقات على كافة الجغرافيا العربية لا تبحث إلا عن زيادة أرصدتها وتعظيم امتيازاتها وثرواتها وأماكن ملذاتها ، لذلك نعيش اليوم واقع وحال ملوك الطوائف كما يرويها لنا التاريخ .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى