الإمبراطورة الفرنسية أوجيني ودورها السياسي

الإمبراطورة الفرنسية أوجيني ودورها السياسي
موسى العدوان

في كتابه ” أشهر الملكات في العالم ” بين المؤلف خليل حنا تادروس، حياة ودور السيدة أوجيني التي عاشت بين سنتي 1826 و 1920، وسأعتمد في مقالي التالي على المعلومات الواردة في ها الكتاب بتصرف.

ولدت أوجيني دي مونيتو في إقليم غرناطة بإسبانيا وتلقت علومها في فرنسا، وكانت تجيد اللغات الإسبانية والإنجليزية والفرنسية. وإلى جانب ذكائها الحاد كانت بالغت الجمال، وقد أعجب بجمالها وذكائها الإمبراطور نابليون الثالث وتزوجها في عام 1853 حيث أقامت في قصر التويلري.

لم تكن أوجيني مجرد امرأة بالغة الجمال فحسب . . بل كانت صاحبة شخصية آسرة وجذابة أيضا، آثرت أن تدخل التاريخ وأن يكون لها أدوار سياسية. واستطاعت بالفعل أن تقرب المسافة السياسية بين إنجلترا وفرنسا، بعد أن زارت إنجلترا مع زوجها، وكانت موضع حفاوة من الملكة فكتوريا وزوجها الأمير ألبرت. وكان من الطبيعي أن ترد ملكة إنجلترا وزوجها الزيارة إلى باريس. فأحس الشعب الفرنسي بالدور السياسي الذي تلعبه الإمبراطورة، وحظيت بداية بشعبية كبيرة حتى أطلقوا على ابنها الذي وضعته ( إبن فرنسا ).

مقالات ذات صلة

حسدها البعض لجمالها وذكائها واستغلالها لكل الفرص لكي تكسب مزيدا من النجاح خاصة بعد أن ازداد نفوذها، فحُبكت لها مؤامرة للتخلص منها. ففي إحدى ليالي شهر يناير عام 1858 استقلت عربة مع الإمبراطور للذهاب إلى دار الأوبرا، وإذ بثلاث قنابل حارقة تُلقى على العربة التي يستقلانها، كان الهدف اغتيالها واغتيال زوجها الإمبراطور. ولكن القنابل انفجرت تحت عجلات المركبة، وقتل عدد من الحرس وأفراد الحاشية.

وفي اليوم التالي وقف الإمبراطور في البرلمان وألقى خطبة شكر الله فيها الذي منح الإمبراطورة ومنحه حمايته ورعايته، وأن سلامته وسلامة زوجته هي سلامة للشعب وللإمبراطورية. وبمرور الأيام ازداد نفوذ الإمبراطورة على حساب الإمبراطور، فقد تمرست في أمور الحكم والسياسة، وزادت في نفوذها وسطوتها، وآثرت أن تستمع بهذا النفوذ وهذه السطوة.

وفي عام 1869 زارت الإمبراطورة أوجيني مصر وحدها بدعوة من الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس، حيث كان الإمبراطور مشغولا بالظروف السياسية التي تمر بها فرنسا. وبعد أن عادت الإمبراطورة أوجيني إلى فرنسا ، قامت الحرب السبعينية بين روسيا وفرنسا، والتي غرق فيها الإمبراطور في الصراعات والهزائم.

وكانت أصابع الاتهام تشير إلى أن من وراء هذه المأساة هي أو جيني، فثار الشعب الفرنسي عليها، حتى أن خدمها سرقوا ملابسها وجواهرها وهربوا من القصر. ومن الجدير بالذكر أن أوجيني كانت لا ترتدي حذاء مهما غلا ثمنه أكثر من مرة واحدة.

وفي هذه الأثناء، نصحها ( السنيور نيجر ) سفير إيطاليا في باريس، أن تخرج من أحد أبواب القصر الخلفية وتهرب إلى إنجلترا. فعملت بالنصيحة وخرجت هاربة إلى إنجلترا ثم لحق بها زوجها وابنها لويس نابليون. ولكن توالت عليها الكوارث، فقد لقي ابنها لويس حتفه بعد سنوات كئيبة وهو في ريعان الشباب. فقبعت أوجيني الإمبراطورة السابقة في منفاها، تجتر آلامها دون أن تتدخل في أمور السياسة من قريب أو بعيد.

وفي عام 1905 حنّت الإمبراطورة السابقة أوجيني العجوز إلى أرض الذكريات – إلى السويس. فأتت إلى مصر متنكرة ونزلت لعدة أيام في فندق ( سافوي ) في بورسعيد. وما أن علم شعراء مصر بهذا الحادث الدرامي المثير، حتى تنافسوا في التعبير اللاذع عن مفارقات الأمس واليوم.

* * *

* التعليق : ( N0 COMMENT ) إقتداء بإجابة وزير التربية والتعليم في حكومة النهضة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى