شنَّ قطاع كبير من وسائل الإعلام الأمريكية هجوما شديدا على المملكة العربية السعودية على خلفية التصعيد ضد إيران بعد تدخلها في الشأن السعودي؛ ما دفع مراقبين إلى توقع وقوف البيت الأبيض خلف هذا التشنيع ضد الرياض.
وذكر تقرير نشره موقع العصر أن التنسيق بين فريق الرئيس باراك أوباما و”اللوبيين” المواليين لإيران ورئيس النظام السوري بشار الأسد ليس أمراً مستجداً، إذ سبق أن دفع البيت الأبيض “اللوبي” الإيراني إلى الحشد شعبياً لحضّ الكونغرس على المصادقة على الاتفاقية النووية مع إيران وهيَأت إدارة أوباما حينها التواصل بين “اللوبي” الإيراني ومجموعات مناهضة الحرب في العراق، وهي مجموعات شَكلّت صلب الزخم الانتخابي الذي أوصل أوباما إلى البيت الأبيض عام 2008.
وأضاف التقرير : تجلى التعاون بين فريق أوباما و”اللوبي” الإيراني في قيام الرئيس الأميركي بتعيين “سحر نوريزادة” مديرة الشؤون الإيرانية في مجلس الأمن القومي الذي تترأسه سوزان رايس. وقبل تعيينها في منصبها الرفيع في البيت الأبيض، سبق لنوريزادة أن عملت في المجلس القومي الإيراني – الأميركي، الذي يترأسه تريتا بارسي، والأخير يتمتّع بصداقة وثيقة مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف منذ أن عمل الأخير موفداً لبلاده في الأمم المتحدة في نيويورك.
ورأى التقرير أن علاقة طهران ودمشق بإدارة الرئيس باراك أوباما عميقة، وتصل إلى أعلى المسؤولين، لذا، لم يكن مستغرباً حجم هجوم “العلاقات العامة” الذي تعرّضت له السعودية، تزامناً مع تعرّض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد إلى هجمات.
وتابع التقرير : صحيفة “نيويورك تايمز”، الأقرب إلى البيت الأبيض، نشرت افتتاحية وصفت فيها إعدام السعودية لمواطنيها بـ”العمل البربري”، ونشرت في صفحة مقالات الرأي -وهذه غالباً ما تكون الرأي الآخر المخالف لرأي الصحيفة- مقالة أخرى بعنوان: “لعبة السعودية الطائفية الخطيرة”، فيما قام مراسلها في البيت الأبيض، ديفيد سانغر، بتدبيج مقالة حمّل فيها السعودية مسؤولية التوتر في المنطقة واحتمال انفراط عقد المفاوضات السورية المقررة في جنيف وحتى في صفحة “مساحة للنقاش”، نشرت الصحيفة 4 مقالات، بقلم الإيرانية هالة إسفندياري والمعارض السعودي علي الأحمد والفلسطيني الذي سبق طرده من الخليج إياد بغدادي، والمقالة الرابعة، وهي الأقل عداء للمملكة، جاءت بقلم مسؤول أوباما السابق للملف الإيراني دنيس روس.
ويضيف التقرير أن صحيفة “واشنطن بوست”، أفردت أكبر المعلّقين فيها، ونائب رئيس تحريرها، ديفيد إغناتيوس، مقالته الأسبوعية للهجوم على المملكة، وحملت مقالته عنوان “التخبّط المكلف لقيادة السعودية التي يسيطر عليها القلق”.
وأردف: في مراكز الأبحاث وبين الأكاديميين، تحرّك مناصرو إيران، وتصدّرهم عميد كلية الدراسات الدولية الإيراني “ولي نصر”، ابن آية الله رضا نصر. واتهم نصر في تغريداته السعودية بإثارة النعرات الطائفية. أما المفارقة، فتكمن في أن نصر هو صاحب كتاب “النهضة الشيعية” الذي يحضّ فيه واشنطن على استبدال حلفائها الحاليين السنّة في الشرق الأوسط بإيران وكتب “بارسي” مقالة هاجم فيها المملكة في موقع وكالة “رويترز”، وحذت حذوه الباحثة في “مجلس الأطلسي” والزائرة الدائمة إلى طهران، باربرا سلافين، التي هاجمت السعودية في مقالة على موقع وكالة أنباء “إن بي آر” شبه الرسمية، وكذلك فعلت صديقتهما لورا روزن عبر موقع “المونيتور”، الذي يملكه السوري المؤيد للأسد جمال دانيال. ولا شك أن الكاتبة في مجلة “نيويوركر” روبن رايت، والتي تزور إيران بانتظام، ستنضم إلى جوقة مهاجمي السعودية في المستقبل القريب.
وأكد التقرير أن هجوم “العلاقات العامة” ضد السعودية، الذي شنّته واشنطن، في الجلسات الخاصة كما في الإعلام، قد يحمل بصمات البيت الأبيض، وهذا ليس بأمر مستغرَب في إدارة أميركية، يعتقد رئيسها أن مصلحة بلاده تكمن في إعادة صداقتها مع إيران، صاحبة الحضارة القديمة، وأن علاقة الولايات المتحدة بالدول العربية -بما فيها دول الخليج- مرهِقة ومكلّفة لواشنطن.