الإرهاب ….. من المسؤول
حينما يقف أحمد ابن الثلاثين عاما تائه في غياهب الظلمة المحدقة به ينتظر ديوان الخدمة المدنية علها بيوم من الايام أن تخطئ باسمه ويحصل على وظيفة ليبدأ مشوار حياته ليكوّن نفسه بما تبقى له من عمر ، وكان أحمد نفسه طرق جميع أبواب العمل والغى من قاموسه ما يسمى بثقافة العيب لكن ذلك كله كان لا يكاد يغطي مصاريفه الشخصية البسيطة .
وحينما تجد هدى أيضا تقف جانبا لا تجد مصروفها اليومي لأنها تعلم ضروف والدها المالية كونه متقاعد ويقوم على تدريس اخوانها في الجامعه ويعمل بأدنى الأجور واقفا أمام مؤسسة أو هيئة لحراستها مقابل توفير مالايزيد على ( 85 ) دينار ليجمعها مع ما تبقى من راتبه التقاعدي لإكمال دراسة الأولاد ويقول بلغة القانع المغلوب على أمره ( كلها سنتين ثلاث بفرجها الله ) .
هنا يتفرخ ما يسمى بالإرهاب … وهنا البؤر الحقيقية لصناعة الإرهاب ….
إن أولى أولويات الحياة والتي يجب على الدولة أن توفرها لأي مواطن هي العيش الكريم بشتى تفرعاته وعدم التمييز بين فئات المجتمع .
يئن المواطن الآن تحت وطأة الحياة ومرارة العيش فلا يستطيع توفير أدنى مقومات المعيشة الكريمة إلا بشق الأنفس .
من السهولة بمكان أن تستغل هذه الحاجة الأساسية في صناعة التطرف والغلو والإرهاب .
الحل برأيي يكمن في أن نرتقي بهمم شبابنا ونتجه كحكومة ومؤسسات الدولة لاشغال الشباب والحد من البطالة بنشر مفهوم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإيجاد التمويل المشروع لها في الأرياف والبوادي والمخيمات وهنا تكون قد عملت على اصطياد عدة أهداف بطلقة واحده .
كبرى الدول الاقتصادية بنت اقتصادها على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهناك عدة أمثلة واقعية ، لماذا تتعامى دولتنا وكأنها تقصد خلق الإرهاب وتقويض منظومة الولاء والانتماء لدى كافة شرائح المجتمع .
الموضوع خطير جدا … وأتحدث من مكان مطلع هناك قنابل موقوته أن لم نسعى لنزع فتيلها سيحصل مالايحمد عقباه …
اناشد الجهات المعنية والمسؤولة عدم تهميش الفكر الشبابي والالتفات إلى القرى النائية فهي صانعة الشباب ويجب التعاون لخلق ما يشغل ويشغّل الناس .
حفظ الله اردننا من الفوضى وجعله امنا مستقرا