الاردن – اربد في
17/4/2016
ان من يتابع ما يجري على الساحة الاردنية من اغلاق مقرات الإخوان بدعوى عدم الترخيص يدرك ان ما يحدث ليس الا (قرار سياسي) ليس له علاقة بالترخيص و حسب ما اكد الاخوان في عدة مناسابات انهم يملكون الترخيص منذ عام 1946 ولم يطلب منهم التجديد خطيا او غيره.
ولا اريد البحث هنا لماذا جاءت هذه الخطوة لأن كل من يتابع الاحداث السياسية على الساحة الاردنية لديه الاجابة .بينما لأؤكد على ان حركة الاخوان المسلمين في الاردن هي من روح النسيج الاجتماعي الاردني ولا يمكن استأصالها تحت اي ظرف من الظروف اقليمية كانت او داخلية وانهم اكبر قوى معارضة على الساحة السياسية الاردنية حاليا . وانهم رافعة من الروافع الدينية ورافدا مهما له وللمجتمع الاردني على مدار السنوات الطويلة ومنبرا للفكر الاسلامي ومنارة اهتدى بها الكثير وبفكرهم الدعوي ولهم فضل في ذلك بعد فضل الله وعلى مدار الزمن الماضي الطويل دون ادنى شك .
وما كان هذا الفعل الا ردا على موقفهم السياسي من المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين والعدالة الاجتماعية الى محاربة الفقر والجوع والبطالة في زمن نهضة الشعوب المقهورة.
وبالرغم من اختلافي معهم في بعض واتفاقي في البعض الاخر من سياساتهم الا انني اعتبر ما يحدث هو تكريس لتكميم الافواه والتضيق على الحريات والاقصاء والتهميش وعودة الى مشاهد الاحكام العرفية ومحاولة للقضاء عليهم ,وهو تسرع وقرار غير مسؤول ومتهور حتى لو اوجد له الاسباب وهيئ له ظروف الجانب الرسمي فهو متهور يمكن ان يودي بالبلاد بأمور لا تحمد عقباها.
ان هذا القرار لا يخدم المصلحة العامة ولا يخدم من شعارات الاصلاح السياسي والمجتمعي في شيئ وما هو الا محاولة القضاء على اي قوى معارضة سلمية موجودة على الساحة فإنها غير مرغوبا بها ولا يخدم وحدة المجتمع الاردني بل هو تمزيقا له فأين الرزانة والفصاحة وأولوية استقرار هذا البلد في هكذا قرار .
وادعو الى ضبط النفس والتفكير بحكمة من اجل هذا الشعب الطيب والوطن الحبيب وتولية المصلحة العامة التي تخدم مصالح الامة..
وللأخوان اقول ان بيوتنا مفتوحة لكم ولكم صدورها ولنا عتباتها فبيوتنا بيوت لكل الاردنيين الاحرار والحرائر والشرفاء من ابناء هذا الشعب, نجتمع ونلتقي فيها على حب هذا الوطن والغيرة عليه من كثير من (المتربصين) به .ومما علمناه منكم من مواقف وطنية يحتدى بها وفي احنك الظروف التي غابت عنها القوى المعارضة الاخرى لكم مني كل التقدير والتحية .ولتتخذ الدولة بدلا من ذلك كان لا بد ان تكون سياساتها ومواقفها مبنية على مبدأ الاصلاح الفعلي لا الشعارات الزائفة وعلى مبدأ التشاركية مع قوى المعارضة والابتعاد عن سياسة الاعتقلات من الحراكيين والاحرار والتضيق عليهم مما يأجج الوضع ويؤدي الى التتطرف لا تصب في مصلحة الوطن مسؤوله مسؤولية مباشرة لا احد سواها .
حمى الله الاردن