الخبز خارج الصندوق / د.فدوى احمد علاونة

الخبز خارج الصندوق

يفتح صوت المذياع احيانا شاشة سنمائية امام ذاكرتي، تستعيد فيها شريطا بعيدا من الذكريات و قد نقشت بعيدا فيها ، عنوان خبر في محطات الاذاعة عن فوز مبادرة ( الخبز من اجل التعليم) بجائزتين ملكيتين احداهما محلية و اخرى دولية اخذني الى ذلك العهد من العمر الذي كنت فيه طفلة تناولني امي فتات الخبز و بقايا الارز لأُقري به جمع الطيور المرحب بها الى وليمة خالية من اللحم و الدسم ومفعمة بالرفق.
اراني ادرج خطاي الى بيت اولئك الجيران الذين يهوون الارانب ، يربونها و يستمتعون بالعناية بها، احمل لهم كيسا من الخبز اليابس و اشعر بفخر عظيم اذا ما سنحت لي الفرصة ان اقوم بدور( المعزب ) على تلك الارانب الناعمة الفرو، خفيفة الوزن، سريعة الخطى، اتابعها بعين السرور و احدق بها بعين الفضول و رغبة عارمة في تصنيفها عمرا و لونا و سيادة.
كم شعرت و انا اسمع ذلك الخبر انني اقف على ابداع رباعي الابعاد ، ينطلق من صندوق معمر في مبتكر الفكرة و يلقي بثلاث خيوط ذهبية رقيقة في ملمسها و متينة في حِملها، فينتشل بالاول نعمة من الهدر و الاسراف و التبذير، و يَرْفُق بالثاني بانعام ذُلِّلَت للاكل و الركوب ليقيها حر الهرمونات و غش الالوان و الاصباغ، و يبقى الخيط الثالث الذي يمتد الى الايدي فيزينها بالعمل و الى العقول فينيرها بالعلم و الى الجيوب فيرثي ثقوبها بالمال .
نعم، كان صندوقا من الذهب المعتق، ليس مصمتا في جوانبه ، بل مفتوحا على لقمة و انعام و احلام .
و مضى موجز الانباء ، و انتهت المكالمة المسموعة ، و بقيت الصورة ماثلة امام ناظري و ما زلت اسال نفسي كم من الصناديق نحتاج ان نفتح؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى