الشباب ياشباب / زياد البطاينه

الشباب ياشباب
زياد البطاينه
مشكورة وزارة الشباب على حرصها واهتمامها بالشباب ورعايتهم مثلما ان وزير الشباب حديثه الخريشه يبذل جهدا كبيرا في سبيل ترسيخ دور الشباب وتفعيل هذا الدور ليوظف في خدمه الوطن والمواطن في زمن مر يعاني فيه بلدنا من ويلات الجوع والفقر والمرض والبطاله ومع هذا تبذل وزارة الشباب جهدها منفرده بهذا الشرف
لاشك أن الشباب هم عُدة الحاضر وأمل المستقبل، هم رهان الصعاب وجلادة المعارك، بهم تفخر الأمم، وتقوى الهمم، وتُعتلى القمم، وتُوصل الشمم، هم من تُعقد على نواصيهم الآمال، وتتقادم على آثارهم الأجيال، هم العزة والعزوة، والقوة والفزعة.
ولم تقم ولن تقوم أمة من الأمم في العصور الغابرة أو الحاضرة ولا حتى القادمة إلا على أكتاف وعزائم وهمم شبابها المخلصين والوطن بحجمه الكبير يحتاجهم، نعم يحتاجهم بقدر حجمهم وأهميتهم ودورهم وحبهم له،
ومن يواكب اوضاع شبابنا من الناحية الثقافية يجد حالة استرخاء ثقافية، وغياب ملموس لهم في الحراك الثقافي والعمل الاجتماعي والسياسي العام
ولا اغالي اذا قلت ان حياة شباب اليوم باتت تنحصر في البحث عن فرصه عمل وعن لقمه العيش مقرونه بالسهر في الليل وارتياد مقاهي النرجيلة وقضاء الساعات الطوال امام الفيسبوك وتويتر او النوم العميق ،بينما لقاءاتهم فعبارة عن ضجيج وهرج ومرج، و تدور احاديثهم حول امور وقضايا تافهة كثيرا ما تنتهي عادة بشجار..!
وتتحدد اهتمامات شبابنا بالآيفون والآيباد والآيبود وآخر صرعات الموضة، دون اي وازع اخلاقي او معيار اجتماعي ،
يعيش شبابنا وضعاً مثيراً للقلق بفعل حالة التراجع والانكفاء الاجتماعي والتسيب الاخلاقي والفوضى العارمة الحاصلة في مجتمعنا ، عدا عن حملات التغريب وتغلغل ثقافة الاستهلاك واندثار القيم الاخلاقية والعناوين الثقافية والاجتماعية الراقية، وعدم قدرة الاطر الحزبية والتنظيمات السياسية بكل اسف في جذب قطاع الشباب
والواقع ان شبابنا بعيدون عن الثقافة وان وجدت فهي ثقافة سطحية جداً
وازاء هذه الحالة الاجتماعية البائسة ، وامام هذا الواقع المأساوي لشبابنا…. فان المطلوب هو صحوة ويقظة فكرية واعية بهدف تغيير اوضاعهم واحوالهم ، وتنمية الوعي التربوي والثقافي والقرائي لديهم وايجاد حلول لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتقديم برامج ارشادية لهم ، اضافة الى ضرورة الالتزام بالاخلاقيات والقيم والآداب السلوكية العامة واحترام القوانين الاجتماعية، وحثهم على المشاركة الايجابية والتفاعل مع الآخرين . وبدون الشباب المثقف الواعي لا يمكن بناء مجتمع سليم معافى ومتطور يواكب العصر والحضارة والمدنية
pressziad@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى