اللاشيء
أكتب لكم اليوم عن (اللاشيء)..لأنه يحقق لك إبداعاً و يجعلك تشعر بأنك (هيك) ..! يعني مهما حدثتكم عن (اللاشيء) هذا سأبقى مقصراً معه و لن أفيه حقّه ..فمنذ صحوت على الدنيا و (اللاشيء) يلعب لعبته الكبرى معي..كان يتدخل في كلّ صغيرة و كبيرة ..حتى الشاردة كان يمسكها و يرفض أن يتركها حتى تأتي الواردة و تسلّم نفسها له طائعةً مختارة ..!
اللاشيء ؛ هو عصارة مسيرتي ..ومسيرة كل واحد يطلب (الستر) ..يجلس في لحظة الهدأة ..يتأمل كل شيء..وبعد استخدام العقل و القلب و الجوارح ..وبعد أن أعصف معهم وهم بكامل أناقتهم وعطائهم ..أقرّر استخدام صلاحياتي بإدخال (اللاشيء) لأصنع معه معجزة انجازي ..!
من أجل ذلك ..أيها المقهورون ..و المهمّشون ..و الهاربون من الأشياء كلّها ..عليكم بـ(اللاشيء) ..فهو أريح للرأس ..و أوجه للون البشرة ..يقوّي العلاقات الزوجيّة ..و يجعل القلب في حالة رضا كاملة ..يبعد عنك كل أنواع الجلطات ..وهو سريع الهضم ولا يسبب لك لا إمساكاً ولا إسهالاً ..ويجعلك تحترم نفسك أكثر ؛ خصوصاً عندما تكون وسط الشارع وأنت ذاهب ولا تلوي على شيء..!
ذات يوم ..وقريب جدا هذا اليوم ..كانت تضج الدنيا من حولي ..وصراع بيني وبين الجميع ..مع أصدقائي ..مع عائلتي ..مع الفيسبوك ..مع الواتس ..مع اللاب توب ..مع ركوة القهوة ..مع شمس الصباح ..مع خيط السيجارة ..و تعبتُ بعدها ..ولحظّي الرائع كان في موبايلي ثمن دقيقة واحدة فقط و بعدها يخلص الرصيد ..اتصلتُ باللاشيء : وينك ..مشان الله تعال بسرعة ..احتاجك كما يحتاج هاظاك إلى هاذيك ..! كان أقوى من أبي الحروف : أطول من المدّة و أقوى من الشدّة و أحد من السين و أسرع من لمح العين ..! وحاصرني اللاشيء من جهاتي الست ..و جعلني استسلم له و أقدّم له فرشتي ووسادتي و غطائي المرقّع بالأحلام المبعثرة ..!!
نصيحة لكل تائه ..لكل عاشق ..لكل من يريد سبيلاً لا سبيل فيه ..عليك بـ(اللاشيء) ..فهو خبرة شخصية مجرّبة ..تجعل كل شيء ينتمي إليك وأنت لا تنتمي لشيء ..!!
