الاستقواء بالتمويل الخارجي / عمر عياصرة

الاستقواء بالتمويل الخارجي

سابقا كنا نسمع عن تمويل خارجي لبعض الهيئات والافراد والنشاطات، بعضها تحت عين الدولة وبرضاها، واخرى بالخلسة، لكنها مع ذلك كانت محصورة، وذات بعد ثقافي بعيد المدى.
في الآونة الاخيرة، اي بعد الربيع العربي، والانقلاب عليه، بدأت تظهر حالة من الاستقواء بالتمويل الخارجي والتفاخر به، كما ظهرت حالات من الانتماء لعواصم بعينها على شكل مشاريع ثقافية سياسية مشبوهة.
وصل الامر بهؤلاء، كما في القضية الاخيرة المتعلقة بالسيد قنديل، الى حد اختلاق الجرائم وافتعالها، وتهديد السلم الأهلي، وفق خطة خبيثة تريد اثارة الاردنيين على بعضهم البعض.
من المؤكد انه نوع جديد من ادارة الفتنة، حيث تبدأ الجريمة بإطلاق عناوين مثيرة للرأي العام، والعمل بالبلاد دون ترخيص، والاستقواء بالتمويل، وجر المجتمع نحو انقسام حاد جدا.
نحن لسنا أمام ادعاءات محدودة بهدف الشهرة والتهويش، بل أمام شبكة واضحة المعالم والرؤية والثقافة، تريد أن تشعل فتيلاً من النار من أجل تخريب الأردن.
كل الشكر لجهات التحقيق الأمنية التي استطاعت أن تكشف هذه الجريمة النكراء، ولم تتردد في الاعلان عنها، وادعو أن لا يتوقف التحقيق عند اسم هنا وهناك، فلا بد من كشف كافة خيوط هذه المؤامرة الدنيئة التي تتستر بالفكر وهي براء منه.
لا جديد، فالاردن كما كل العالم، فيه التيار الاعم من المحافظين بسبب بنيته الاجتماعية، وفيه ليبراليون، يحاولون بث افكارهم، لا ارى بأسا في ذلك، ولا اعتقد ان التنافس هنا سيصل لمرحلة الكراهية.
هناك عواصم عربية تريد ضرب الاسلاميين بشتى الطرق، بدءا من التحرض عليهم على مستوى الرؤساء، ومرورا ببناء مؤسسات يتم تمويلها خارجيا هدفها اثارة الفتنة بين الاسلاميين والمجتمع.
في الأزمة الاخيرة أظهر الاسلاميون صبرا ومرونة متقدمة، بينما ظهر اصحاب الفكر المخالف كمن يصطاد اللحظة، ويريد تصفية الحسابات، لكن المآلات لم تخدمه، واتمنى ان تجعله اكثر انصافا.
قلت لرئيس الوزراء في لقاء جمعنا به قبل ايام ان الكراهية مصطلح لا حقيقة له في الاردن، وانه مصطنع، واذا ما وجد فليعلم الناس ان له قادة على دبابة التمويل الخارجي.
وحتى نكون اكثر انصافا في قصة التمويل، هناك مؤسسات تمويلها تقني، ومفيد، لكن التمويل حين تدخل فيه السياسة، سيعتريه الاستواء، وربما سيفديه البعض بإيذاء النفس من اجل التكسب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى