نداء إلى معالي الوزير : ( قوائم الإشراف تنتظر الإنصاف) .

نداء إلى معالي الوزير : ( قوائم الإشراف تنتظر الإنصاف) .
د. عامر بني علي العياصرة

لكي يصل المعلم المتقدم الى وظيفة مشرف تربوي فلا بد له أن يمر بمراحل طويلة شاقة ومرهقة من استنزاف الجهد واليأس وقتل الهمة من قبل وزارتنا المتفننة في ذلك بدء من تقديم طلبات النقل و الوثائق الرسمية المتعلقة فيها من شهادات جامعية ودورات وخبرات مصدقة من الجهات ذات العلاقة والإختصاص ومرورا بتوقيع الخبرات للصفوف والمراحل التي درسها المعلم في المدارس لينتهي الأمر فيما بعد بطلب خبرة تفصيلية ميدانية للصفوف التي درسها في كل مدرسة خدم فيها على امتداد الوطن _ وهذا أمر فيه جهد كبير خصوصا إذا كان المعلم قد خدم في عدة مدارس و في أكثر من محافظة_ وانتهاء في امتحان الكفايات التخصصيةو البيداغوجيا وصولا إلى المقابلات الشخصية وهذه الرحلة الشاقة يبدأ انطلاقها في شهر شباط من كل عام دراسي .
إن المتابع للشأن الإشرافي في وزارة التربية والتعليم يرى العجب العجاب بتعتيم متعمد في موضوعها من الوزارة على أسماء المشرفين الجدد المتأهلين لهذه الوظيفة المهمة والحساسة والتي تمثل ديناميكية عمل كبيرة ومهمة في المديريات ليتفاجأ المتابع بأن أغلب من تقدم لها وتأهل ما زال ينتظر تعيينه بفارغ من صبر المجبول بكثير من قهر وأسى وفي نفس الوقت لا يعرف ترتيبه و من تأهل في القائمة معه وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على التخبط الواضح في الإجراءات المتبعة من قبل الوزارة في هذا الموضوع .
رحلة المعلمين مع الإشراف طويلة بدأت من شهر شباط وظهرت في خط سيرها المرسوم في منتصف شهر آب ليتحدد موعد انطلاق جديد مرة أخرى ثم تأخر الموعد بحجج كثيرة وواهية كإنتظار قوائم التقاعدات و قوائم النقل من وظيفة مشرف إلى وظيفة رئيس قسم او أي وظيفة أخرى داخل مديريته أو المديريات الأخرى وغير ذلك مما يحدث من تنقلات بين المشرفين أنفسهم لتظهر بعد ذلك قوائم المشرفين الجدد بتعبئة النقص الموجود .
وما زالت قوائم الاشراف حبيسة أدراج مديرية الإشراف ومؤجلة إلى اشعار آخر لم يحدد بعد و لن يحدد بمبررات وأسباب غير مقنعة متمثلة في خشية الوزارة على تفريغ المدارس من المعلمين الكفاءة أصحاب الدربة والخبرة مع عدم وجود البديل مكانهم بعدم التعيبن وهنا لا بد لي من طرح هذه الأسئلة :
فإذا كانت وزارة التربية تخشى من تفريغ المدارس فلماذا لم يتم تعيين المشرفين المتأهلين مع بداية العام الدراسي…؟! وبذلك يتوفر فرصة تعيين فوج آخر لمعلمين ينتظرون دورهم منذ سنوات..؟
ولماذا لم يراعى هذا الأمر عندما جرى نقل أعداد كبيرة من المعلمين على أساس أنهم زوائد…؟!
ولماذا لم يعلن عن المعلمين الناجحين بالمقابلات أولا بأول إن كنا حقا دعاة الشفافية والنزاهة ونؤمن بالعدالة وتكافؤ الفرص …؟!
فعدم الإعلان لأسماء المتأهلين والمستحقين لوظيفة مشرف ضمن التدرجات والإجراءات القانونية له خطورته الكبيرة بفقدان الثقة المتبادلة ما بين الوزارة وميدانها الواسع والممتد لأن عدم المعرفة بوضع المعنيين بمستجداته سيجعل الوزاره تختار من تريد بملئ الشواغر من غير الناجحين في المقابلة و في عدم الإعلان عن النتائج أمر سيجعل المتقدمين للوظيفة لا يعرفون من اجتاز المقابلة ممن لم يجتازها فالمصيبة تكمن في صلاحية الإمتحان المحددة بسنة واحدة يعين فيها من يعين ومن لم يعين رغم تأهلة وتجاوزه للإمتحانات والمقابلة يفقد حقه في التعيين ليعود رحلة المعاناة في التنافس على الإشراف من جديد في عام مقبل يخوض غماره بتجربة اخرى لملئ الشواغر وبنفس الطريقة والتجربة والمأساة .
في رأيي هناك معطيات كتيرة تتحكم في الإختيار منهاالظاهر كالخبرة والمؤهل والشاغر واجتياز الإختبار والمقابلة ومنها الباطنة كالمزاجية والولاءات والإنتماءات والعلاقات الشخصية والوظيفية والتنفعيات و قد يتدخل في ذلك جهات خارجية خارجة عن جسم وزارة التربية والتعليم.
وبناء على ذلك يجب إظهار القوائم و الإلتزام بالأسماء الموجودة فيها و تحديد موعد ثابت لإعلانهاو الإلتزام به لتعيينهم فالتأخير فيه لا شك له اثره السلبي على الميدان إذ أن كثير من الزملاء في الميدان جاءته فرصة التعاقد لكنه تجاوزها ليبقى بذلك في مكانه من باب الرغبة في التثبيت كمشرف بعد رحلة طويلة من العناء بمفارقة عجيبة غريبة وهي أنهم لا يعلمون البتة إلى أين وصلوا ..؟
و هل اجتازوا المقابلة أم لا ..؟!
ومع أنهم يمشون بخطوات سريعة متعثرة تتمثل بعدم معرفة وضعهم و ظهور أي نتائج تتعلق في موضوعهم سوى التسويف والتأجيل فلماذا إذا هذا التسويف والتأجيل في موضوعهم..؟!
فوثائق الإشراف بجميع بنودها تحدد المدة الواجب الإعلان فيها عن النتائج وتنص كذلك على وجوب صدور ثلاث قوائم بخصوصها وهي :
أولا : قائمة بأسماء الناجحين.
ثانيا : قائمة للذين لم يجتازوا النجاح.
ثالثا: قائمة الترتيب _ناجح ولكن بلا شاغر _.
نداء إلى معالي الوزير : ( قوائم الإشراف تنتظر الإنصاف) ولسان حال ببديهيات الفيزياء يقول :
(كل نظام يسعى إلى الاستقرار ونحن نريد الاستقرار ) .
فالأصل إعلان النتائج بالعلامات ثم إنتظار التعينات حسب الدور _العلامة_.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى