مقصف كبير

مقال الاثنين 17-6-2019
مقصف كبير
في المدارس ، وقت الفرصة تحديداً كان يغلق المدير باب الرئيس ، ويطلب من المعلّمين أن يقفوا على المخارج السرية وقرب السياج “الواطي”، لكي نجبر جميعاً على الشراء من المقصف المدرسي..لا حلول أمامك كطالب إما أن تموت جوعاً أو ان تنصاع للخيارات المحدودة في ذلك المقصف البائس..”سندوتش” فيه الكثير من البندورة والقليل من الفلافل، بسكويت رخيص جداً، عصير صناعي لم أره الا في مدرستنا ، كما كنا نتمنى أن نجد وجه شبه بين النكهة والفاكهة المرسومة على الباكيت..ناهيك عن بسكويت “ويفر” مطحون تأخذه “سفوفاً”..وغيرها من البضاعة غير الرائجة..
كبرنا واكتشفنا اننا نعيش في مقصف كبير، لا يتوانى مسؤولونا عن كلامهم عن اهمية السوق المفتوح ،التجارة الحرة ،والتنافسية بين القطاعات ،لا بل لا يهمّهم أن “كسرت الصناعة” الوطنية كلها تحت بند اتفاقيات التجارة الحرّة، وعندما يصل الموضوع إلى البترول وحرية الاستيراد والتسعير والتنافس بين الشركات..ينقلب الموضوع إلى مقصف المدرسة الابتدائية ، تغلق الأبواب ونجبر على الشراء بالسعر الذي تحدّده الدولة..مع فارق كبير بين المثلين ؛ ففي مقصف المدرسة كانوا يوزّعون علينا أرباح مساهمتنا في المقصف نهاية العام مما يخفف من معاناتنا وينسينا طعم العصير الذي بلا طعم ..هنا لا يوزّعون الا ضرائب ظالمة وأرباح متوحّشة لا نعرف الى من تذهب..
مع إقرار الضريبة المقطوعة على المحروقات أصبحنا الدولة الأغلى في العالم من حيث أسعار المشنقات النفطية وصار ليتر البنزين في الأردن ضعف ما يباع في أمريكا وفي أكثر الدول فساداً وجشعاً واحتكاراً من قبل المافيات ، نحن الأغلى شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً..فأرباحنا أضعاف أرباح الدول النفطية ، نأخذه على البارد المستريح نضيف أرباحاً تفوق سعر التنكة ونقول للشعب عليك أن تشتري بصمت أو ارجع إلى كنادر المطاط ذات الصوت الموسيقى المرافق بخطوات النهوض..
أسعار البترول “تعنيف ألعن من تعنيف الخال لابن اخته”..يضعون أكفّهم على أفواهنا كي لا يسمع صراخنا والضرب مستمر امام الكاميرا، لا حماية أسرة تنصفنا ولا قانون يقف إلى صفّنا..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى