صرخة من ساكب
عذراً أبو القاسم الشابي ، اذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة فلا بُدَّ أن يستجيبَ الحُر ، وها هي قريتي ساكب تكسرُ القيد فاستجابَ الأحرار ، بعدَ أن سمعَت جدّاتنا أنين الوطن جلسَ شبابها بجوارِ كبارها وأعلنوا الإضراب ضد مناهجنا التي كُتبت بمخالب الأقلام فنزفَت أوراقُ الكتب ليستجيب الأطفال ، وتم تعطيلهم لهذا اليوم وليومِ غدٍ مطلقينَ شعار : ولو عُدتّم عُدنا.
في أوكارِ الغابِ اتّكأتم على فراء الثعالب وغطّستم أقلامكم بسمِّ الأفاعي لكتابة انجازات الحكومة ، رفعتم المشتقات النفطيّة فلم تقل ساكب : الا بنزيننا ، ادّعيتم الإصلاح وقرأتم سورة الفاتحة قبل تزوير الإنتخابات في بعض مناطق عمان ولم تقل ساكب : الا برلماننا ، نوّمتم الوظائف الشاغرة في الوطن مغناطيسياً فهاجرَ الشبابُ كالجراد المبثوث ولم تقل ساكب : الا وظائفنا ، وعندما همسَ ترابُ قريتي الى ابنائها بأنّ المناهج هي عامودٌ فقري لأجساد الأجيال خرجوا نُصرةً للدينِ للوطن للأجيال للعقول وصرخوا في بوق الوطن صرخةً واحدة : الّا مناهجنا .
وأن تتألم دحنونة في البستان تداعت لها سائرُ الأزهار بالسهرِ والحمي ، فساكب والطويسة ووادي موسى وبصيرا والقطرانة وذيبان والقويسمة وعيرا والمسطبة وكفرنجة والشجرة ورحابا وكل البستان في الوطن يقولون لكم بلغة الشوك : الّا مناهجنا .
وبعدَ أن ركبت ساكب قارب النجاة ها هي تقول لممثلها في البرلمان الدكتور الخلوق الغيور محمد أبو سته عياصرة الذي : هيا اركب معنا وألقِ بسنارة الفكرة في بحرِ المجلس المائج ليصل صوت صرختنا حتى لو من تحت الماء .
يا عاذلي في حبِّ ساكب بعد اليوم كُن عاذري ، شكراً أجدادي شكراً يا شباب شكراً لرجولتكم أيها الأطفال ، شكراً يا قرية السلام .
