تقريش المرحلة ام تجييشها؟ / أ.د حسين محادين

تقريش المرحلة ام تجيشها؟.

1- التقريش تعني هنا دفع القروش/الفلوس المليارات للمطالبين بها عِوضا عن أرض أو قضية أو تاريخ طويل من الايمان للدفاع عن فكرة وطنية او قومية إنسانية ما؛بمعنى اخذ الفلوس مقابل مواقف جديدة مغايرة لِم سبق. ما يعني ان تحولا عميقا بالضد من التاريخ إعمالا لسطوة قانون العرض والطلب؛ ليس نحو سلعة ما زائلة فحسب كما هو معرف؛ بل نحو تاريخ وصمود شعب على أرضه وتعلق ابناءه المُهجرين بها؛ وهي قضية فلسطين المفصلية بالمعنى الانساني بين الحق والباطل وبين المُحتلِ والمحتل؛ وبين مواقف امة إزاء نفسها وابناء جلدتها ومقدساتها عربا ومسلمين. فهل اصبحت الجماهير العربية تؤمن وتقبل كما يؤمن جُل حكامها المنصاعون لإرادة القب العولمي الواحد المنحاز لاسرائيل بأن لكل شيء
اسعار حتى لتضحيات الشهداء الذين ارتقوا في سبيل استمرارها واستقلالها النسبي في ظل واحدية القرن؟
2- كانت القضية الفلسطينية ومسألة الاحتلال الاسرائيلي كفيلة بكهربة الوجدان الشعبي عربيا وأسلامياً؛مثلما كانت كفيلة باسقاط أنظمة وتغيير حكومات منذ منتصف القرن الماضي؛لابل ان كثيرا من الانقلابات العربية التي حدثت بعيد هزيمة 1967 تتلفع وتسعى لإكتساب استمرارها في البقاء بالسلطة الحاكمة تستند الى القضية الفلسطنية؛وما الشعارات الضخمة والتوق الشعبي الساذج لتحقيق عمليات تحرير فلسطين عبر تصديق مثل هذه الخطابات الخاوية في ظل أستمرار فجوة العلاقة غير الايجابية بين الحاكم العربي كصانع للقرار والخيار معاً في داخل بلداننا العربية اولا ؛ ونحو فلسطين كقضية مركزية للعالم اجمع ثانيا .
3- أما هذه الايام الضبابية تحديدا لابد من الاعتراف استنادا الى اطروحات علم الاجتماع السياسي؛بأن الجماهير والشعارات المرتبطة بفلسطين قد خبت للوجع وهما اللتان كانتا تتمثلان النضال وتضغطان على حكوماتنا للبقاء بالضد من المُحتل الاسرائيلي بالوسائل العسكرية والسياسية معاً. وان صفقة القرن بكل ما تسرب منها فكرا وممارسات ظاهرة للجماهير قد اسقطت وعينا السابق بأن جل المتحدثين بالعروبة والاسلام قد آفلوا او رفعوا راياتهم التاريخية البيضاء بكل جرأة وتسليم بالواقع العولمي المنحاز للاحتلال الاسرائيلي فقط؛ وان موقف الاردن المغالب والمعلن بعيدا عن اي تأويل هو الذي بقي ملتحماً مع أهلنا وتضحياتهم الباهضة بفلسطين والقدس كمفتاح للسلام والحرب..وأن الواقع المفجع راهناً للقضية الفلسطينة يشي بسيادة التقريش على التجييش عربيا واسلاميا وبمظلة امريكية واسرائيلية ناجزة لمصالحم بكل ما يتطلبه العلم والعمل معاً من تشخيص دقيق للمرض وتفرد لمواقفنا أردنيين وفلسطين برفض صفقة القرن ولو بالكلمة /الموقف وذلك اضعف الاوجاع.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى