امنحوهم قليلا من الانتصار / حسين محمود حشكي

امنحوهم قليلا من الانتصار

هل رأيت تلك اللذه في عيون الصغار في حي منسي فقير وهم يتدافعون نحو سيارتك عندما توقفت لتسألهم عن مكان ضللت الطريق اليه …
ارأيتهم كيف يتدافعون نحوه مابين مبين لعدد الامتار كي تصل الى وجهتك ، أو مؤكد لماقاله زميله أو مبين لنوع الباب الذي سوف تقف عنده مع ان الموقع لا يبعد سوى امتار قليله ولا يلزمك اكثر من ان تنعطف يمينا لتصل وجهتك ،،،
كثيرا ماسألت نفسي عن سر تلك النشوه في عيون هؤلاء المنسيين خلف جدران التجاهل فلم اجد تفسيرا لذلك الا احساس بلذة الانتصار ولو للحظات حين يشعر اخيرا بأنه قد امتلك مالا تملكه حتى ولو كانت لثوان معدودة ولابأس ان يعود بعدها لاهثا مهزوما مع اشراقة ضوء الصباح المنكسر، ويرقب لحظات الغروب في المساء وهو يحلم بغد اجمل ويوم لم يكن ولكنه سوف يكون،،،،،،
هي لحظة انتصار نرفض الا ان ننزعها منه بلا رحمه ،،
هي لحظة يستجدي فيها مديحا حتى لو كان مزيفا ،،
هل جربت يوما ان تبدي اندهاشك ولو زورا بما قدمه ؟!
هل جربت يوما ان تبدي اعجابك بموهبة يمتلكها ولو لم تأسرك ؟!
هل خطر ببالك يوما ان تمنحه لذة الانتصار ولو للحظات؟!
لماذ تصر انك تعرف كل شيء وهو يجهل كل شيء؟!
تعرف من الملابس افخرها ، ومن السيارات افضل انواعها، ومن الكتب تختار اثمن اغلفتها وان لم تقرأها ،،،،
هل دار بخلدك يوما ان تقدم له بعضا من نواقصك حتى يحس انه مازال ينبض بالحياه؟!
هل جربت ان تمنحه نسيما من التفوق ولو لبرهة قبل ان تنطلق بسيارتك الفارهه مخلفا وراءك سحابة من الغبار في عيون ملت النظر بعيون بصيرة واياد قصيره وقلب يملك من الحسرة اضعاف مايملك من الفرح؟!
هل تذكرت يوما بان تتوقف عن حديثك حول جولاتك وصولاتك وملابسك الثمينه امام اخ لك لم يسعده الزمن كما اسعدك ؟ او عامل لديك يستمع اليك ويجاملك رغم الاسى و الجراح وهو لايملك من حطام الدنيا الا مايغطي به سوءاته حين كشف الزمان عورته فطفق يخصف عليه من ورق الليل عله يلقى في المنام مالم يجده في اليقظه،،،،،،،،
جرب لذة العطاء حين تمنحهم قليلا من الانتصار فهم يستحقون ،،،
حسين محمود حشكي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الله عليك جميل جدا و معبر و حساس دائما بانتظار المزيد يا استازنا 🙂

  2. فعلا. التأمل بذرة تذرع تحت أرض فتأتي منها شجرة نبض الحياة .. فما أعظم فضل المتأملين على الحياة ..!

    – دمت بخير –

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى