الأخلاق المحمودة – الأمـــــــانة والتعاون

#الأخلاق #المحمودة#الأمـــــــانة و #التعاون – ماجد دودين

الأمانة ضد الخيانة، وأصل الأَمْن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأمانة: هي كلُّ حقٍّ لزمك أداؤه وحفظه.

وقيل هي: (التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن مال وغيره، وما يوثق به ويؤتمن عليه مِن الأعراض مع القدرة عليه، وردُّ ما يُستودع إلى مودعه)

وقال العلماء: (كلُّ ما افتُرض على العباد فهو أمانة، كصلاة وزكاة وصيام وأداء دين، وأوكدها الودائع، وأوكد الودائع كتمان الأسرار وعدم نشرها)

قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النِّساء: 58].

وقال صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا يضرَّنَّك ما فاتك مِن الدُّنْيا: صِدْق حديث، وحِفْظ أمانة، وحُسْن خليقة، وعفَّة طُعْمة))

وقال الفاروق عمر رضي الله عنه قال: (لا تغرُّني صلاة امرئ ولا صومه، مَن شاء صام، ومَن شاء صلى، لا دين لمن لا أمانة له)

وقال العلماء ((مَن لم يكن له رأس مال فليتخذ الأمَانَة رأس ماله)) وهذه بعض فوائد الأمانة:

  1. الأمَانَة مِن كمال الإيمان وحسن الإسلام.
  2. يقوم على الأمانة أمر السَّموات والأرض.
  3. هي محور الدِّين وامتحان ربِّ العالمين.
  4. بالأمَانَة يُحْفَظ الدِّين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والمعارف والعلوم والشَّهادة والقضاء والكتابة.
  5. الأمين يحبُّه الله ويحبُّه النَّاس. والأمانة مِن أعظم الصِّفات الخُلقيَّة التي وصف الله بها عباده المؤمنين بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
  6. مجتمع تفشو فيه الأمَانَة مجتمع خيرٍ وبركة.

إنَّ صفة الأمَانَة أحد الصِّفات الواجب توافرها في كلِّ رسول…فإن كان خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، قد لُقِّب قبل البعثة (بالأمين) فلك أن تتصور شمائل الرُّجولة، وخصال الصَّلاح في شخصه الكريم والأَتْباع ما داموا عقلاء، فلابد أن يكون لهم نصيب مِن تلك الصفات.

أدِّ الأمَانَة والخيانة فاجْتَنِبْ   واعْدِلْ ولا تظلمْ، يَطِبْ لك مكسبُ 

وإذا بُلِيْتَ بِنكبَةٍ فاصبرْ لها   مَن ذا رأيت مسلَّمًا لا يُنكَـــــــــبُ 

اللهم ارزقنا هذا الخلق المحمود لنفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة

خلق التعاون

التَّعاون هو: (المساعدة على الحقِّ ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه)

لقد جعل الله سبحانه وتعالى التَّعاون فطرة جبلِّيَّة، جبلها في جميع مخلوقاته: صغيرها وكبيرها، ذكرها وأنثاها، إنسها وجنِّها، فلا يمكن لأيِّ مخلوق أن يواجه كلَّ أعباء الحياة ومتاعبها منفردًا، بل لابدَّ أن يحتاج إلى مَن يعاونه ويساعده؛ لذلك فالتَّعاون ضرورة مِن ضروريَّات الحياة، التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبالتَّعاون يُنْجز العمل بأقصر وقت وأقلِّ جهد، ويصل إلى الغرض بسرعة وإتقان.

والملاحظ أنَّ نصوص الشَّريعة جاءت بالخطاب الجماعي، فقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ وردت (89) مرَّة، وقوله: أَيُّهَا النَّاسُ عشرين مرَّة، وقوله: بَنِي آدَمَ خمس مرَّات، دلالة على أهمية الاجتماع والتَّعاون والتَّكامل.

وقد حثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على التَّعاون ودعا إليه، فقال: ((مَن كان معه فضل ظهر، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد فليعد به على مَن لا زاد له)) وشبَّه المؤمنين في اتِّحادهم وتعاونهم بالجسد الواحد

وقال الحكماء: فضيلة الفلَّاحين التَّعاون بالأعمال، وفضيلة التِّجَّار التَّعاون بالأموال، وفضيلة الملوك التَّعاون بالآراء والسِّياسة، وفضيلة العلماء التَّعاون بالحِكَم.

وقال الشاعر:

أخاك أخاك إنَّ مَن لا أخًا له              كساعٍ إلى الهيجا بغيرِ سلاحِ 

وإنَّ ابنَ عمِّ المرءِ – فاعلمْ – جناحُه   وهل ينهضُ البازي بغيرِ جناحِ 

ومن فوائد التعاون:

  • استفادة كلِّ فرد مِن خبرات وتجارب الآخرين في شتى مناحي الحياة.
  • إظهار القوَّة والتَّماسك وحماية الفرد والمجتمع
  • تنظيم الوقت وتوفير الجهد وسرعة التنفيذ.
  • سهولة التَّصدِّي لأي أخطار تواجه الإنسان ممَّن حوله.
  •   سهولة إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقدر عليها الأفراد.
  •   القضاء على الأنانية وحبِّ الذَّات.
  • مِن أهم ركائز النَّجاح والتَّفوُّق.
  • –  سبب نيل محبَّة الله ورضاه.
  •   يجعل الفرد يشعر بالسَّعادة. كما يزيل الضَّغائن والحقد والحسد مِن القلوب.
  • يسرِّع مِن عجلة التَّطوُّر العلمي والتَّقدُّم التَّقني.
  • يولد سلامة الصدر ويكسب حبَّ الخير للآخرين.
  • يؤدِّي بالفرد إلى الإتقان في العمل.
  • يولِّد عند الفرد الشُّعور بالقوَّة.
  • يجدد طاقة الفرد وينشِّطها. ويسهِّل العمل وييسِّره.
  • يحقِّق أكبر الاستثمارات ويحدُّ مِن الازدواجيَّة في العمل.
  • استغلال المواهب والطَّاقات الاستغلال المناسب لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع.

للتَّعاون صورٌ كثيرةٌ نذكر منها ما يلي:

  • التَّعاون على دفع الظُّلم.
  •  التَّعاون في الدَّعوة إلى الله. والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر
  • التَّعاون في تزويج العُزَّاب.
  • التَّعاون في طلب العِلْم والتَّفقُّه في الدِّين.
  • التَّعاون لتفريج كربات المهمومين وسدِّ حاجات المعوزين.
  • التَّعاون مع ولي الأمر، وتقديم النُّصح له ومساعدته.
  • معاونة الخدم.
  • التَّعاون في جمع الزكاة والتَّبرُّعات والصَّدقات وتوزيعها على مستحقِّيها.
  • التَّعاون على حلِّ الخلافات والنِّزاعات التي تقع وسط المجتمع المسلم.
  • التَّعاون في حفظ أمن البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى