ارتفاع سقوف الاستفزازات الاسرائيلية بالقدس / د.رياض ياسين

ارتفاع سقوف الاستفزازات الاسرائيلية بالقدس

اسرائيل لم تكن اصلا بحاجة الى وصول ترامب للسلطة في امريكا لتعمل على خطوات احادية مستفزة للفلسطينيين والعرب،وهي ليست بحاجة لفوزه لتعلن إحياء فكرة نقل السفارة الأمريكية الى القدس،لكن حكومة اسرائيل على مايبدو انتهزت فرصة فوز ترامب لتوصل رسائل مفادها ارتفاع سقوف الاعتداءات والخطوات الاحادية وليس آخرها بالتأكيد هي محاولة طرح مشروع قانون وزاري اسرائيلي للتصويت عليه في الكنيست لمنع رفع الأذان في المسجد الأقصى عبر مكبرات الصوت.

تعتبر الانتهاكات والاعتداءات على الممتلكات الثقافية والدينية من قبيل جرائم الحرب، وهنا يصنف العدوان الاسرائيلي المستمر المتمثل بالاقتحامات للمسجد الأقصى والتضييق على المقدسيين، والحفريات ومنع المصلين ومحاولة تغيير الطابع العربي الاسلامي للمدينة.فدولة الاحتلال الاسرائيلي ومنذ منذ احتلالها القسم المتبقي من المدينة المقدسة عام 1967 و حتى هذا التاريخ تعمل بشكل مكثف ومركز في هذا السياق لتهويد الأرض والمقدسات، هذه المحاولات تهدف الى طمس المعالم العربية و الإسلامية عن المدينة وإخفاء الآثار التي تؤكد عروبة المدينة.

يتمثل الخطر المحدق والحقيقي الواقع على المدينة المقدسة في استمرار عبث سلطات الإحتلال الإسرائيلي بتراث المدينة الثقافي والحضاري و الهادف إلى طمس معالم السيادة الفلسطينية عنها من خلال المخططات الإسرائيلية التهويدية منذ عشرات السنين و التي أخذت منعطفاً خطيراً بعد احتلال ما تبقى من المدينة بعد عام 1967م،هذا المسلسل استمرت فصوله تباعاً حتى أصبح خطراً داهماً على المدينة يوشك أن يوقع كارثة كبيرة بالمدينة وبتاريخها وبثقافتها وبمنجزها الحضاري حيث تقوم سياسة سلطات الإحتلال الإسرائيلي في هذا المجال الى محاولة نفي الوضع القائم، وإثبات الواقع الخرافي الزائف من خلال محاولة تهويدها لكل الآثار الفلسطينية ليس في القدس الشريف فحسب بل في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة .

مقالات ذات صلة

اسرائيل تنتهك التراث والمقدسات بالسماح للعابثين والمتطرفين باقتحام ساحات الاقصى وتقوم بالاعتداء السافر بتسهيل الطريق امام المهووسين الذين يذكون نار الصراع الديني والطائفي والمذهبي في كل المنطقة فهم محور الارهاب الحقيقي في المنطقة لانهم يعتدون على أقدس الامكنة وأكثرها خصوصية للمسلمين والمسيحيين،وللأسف فإن دولة الاحتلال غير امينة على هذا التراث من منطلق انها تنسى أوتتناسى انها دولة محتلة يفترض ان تراعي المحافظة على هذا التراث وصيانته وفق المعايير والقوانين الدولية ومواثيق اليونسكو وقرارات لجنة التراث العالمي التي بموجبها تم تسجيل تراث القدس الثقافي على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر منذ عام 1983،هذا بالاضافة الى المرجعيات المعروفة بدءا باتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949 واتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حال النزاع المسلح واتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972 وبادراج مدينة القدس القديمة من جانب الاردن في قائمة التراث العالمي عام 1981 وفي قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982 والفقرة 6 من قرارات لجنة التراث العالمي المنعقدة في فيلينوس – لتوانيا 2006، وقرارات اليونسكو الأخيرة الصادرة في تشرين اول من العام الحالي 2016م.

ان ما تقوم به اسرائيل يمثل تحديا سافرا لكافة مقررات الشرعية التي أقرها المجتمع الدولي بشأن الوضع القانوني لمدينة القدس وعدم التغيير والتبديل في الطابع التاريخي الاصيل لهذه المدينة التي تعد قيمة تاريخية عالمية باعتبارها تمثل أحد مواقع التراث العالمي المشترك للانسانية ورمزا مقدسا لمختلف الديانات السماوية الامر الذي يعني ان مسؤولية حمايتها منوطة بالعالم كله، ومن هنا اهمية التحرك السريع والعاجل خاصة من الحكومة الاردنية صاحبة الوصاية على المقدسات الاسلامية في القدس لتصل رسالة مفادها ان العبث بالمشاعر الدينية خطير ومن شانه ان يؤجج الصراع وييشعل الوجدان بالحقد والاستفزاز.
rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى