
القرية التي لا تغيب عنها شمس البرلمان ، كما كان يُمكن أن يُطلق عليها ، بعدما إستطاعت أن تقدم عضو برلماني من أبنائها ، كل دورة إنتخابية ، علي مدار ثلاثين عاماً.
إنها قرية إبنهس ، التي تعد من أكبر قري مركز قويسنا ، بمحافظة المنوفية – مصر ، والواقعة علي طريق مصر – إسكندرية الزراعي ، أمام مطار إبنهس الحربي ، حيث تبلغ كتلتها التصويتية قرابة 15 ألف صوت إنتخابي .
بدأت إبنهس في الظهور علي الساحة السياسية ، منذ أن خرج منها أول عضو مجلس شعب ، وهو شيخ العرب سعد أحمد الذي كان يرأس المجالس العرفية لفض المنازعات والخلافات الموجودة بين العائلات .. وقد أناب الراحل سعد أحمد ، دائرة قويسنا في دورة (1976 – 1979 م) ، ولم تكتمل دورة البرلمان بسبب حل المجلس ، ثم نجح سعد أحمد في عضوية المجلس لدورة ثانية (1979 – 1984 م ) ، ، ولم يترشح لدورة ثالثة ، لتدخل الحاجة ليلي قورة – إبنة ابنهس – المعترك السياسي بدلاً من شيخ العرب ، حتي أنابت قويسنا في دورة (1984 م – 1987 م ) ، ليتم حل المجلس للمرة الثالثة ، فيعود الحاج / سعد أحمد للسباق الانتخابي ، ويفوز بدورة جديدة (1987 م – 1990 م) .
كان نبيل حنكو – زوج السيدة ليلي قورة – عضواً بمجلس محلي قويسنا ، وكان يعد أحد رجال سعد أحمد البارزين ، ولأسباب ما ، اقنع الحاج سعد بيومي ، صديقة نبيل حنكو لخوض انتخابات الدورة المقبلة ، ضد سعد أحمد ، رغم أن سعد بيومي ، كان ابن عم البرلماني / سعد أحمد ، وبالفعل ترشح حنكو – الموظف بشركة صيدناوي بقويسنا – وفاز بإكتساح ، علي ابن قريته ، الحاج سعد أحمد ، الذي سقط بعدما أناب قويسنا لثلاث دورات برلمانية .
ظل حنكو عضواً بالبرلمان ، لمدة خمس سنوات ، حتي خرجت عضوية مجلس الشعب من ابنهس ، لتذهب للنائب الجديد / حمدي منسي ، ابن اجهور الرمل ، ثم عاد كرسي البرلمان ، مرة أخري إلي قرية ابنهس ، مع فوز نبيل حنكو بعضوية البرلمان عن دورة (2000م – 2005 م ) .
أما في دورة 2005 م ، فقد حدث تكالب علي كرسي البرلمان بين أبناء إبنهس التابعة لقويسنا ، بشيئ ملحوظ ، لدرجة أن تقدم خمسة من رجالها للترشح طامعين في الحصانية البرلمانية ، إلي أن بدت تلك القرية الكبيرة ، وكأنها صغيرة جداً ، بسبب كثرة مرشحيها ، وإنقسامهم .. فصارت كل فئة أو مجموعة تناصر مرشح بذاته ، حتي حدث تفتيت للأصوات !!
رغم أن بعض عقلاء إبنهس ، تدخلوا لحل الأزمة ، بإقناع جميع المرشحين لأجل التنازل لمرشح واحد فقط من قريتهم ، لكن كان الرفض والعناد حليفهم ، ليُفاجئ الجميع بالنتيجة الحتمية هو إخفاق كافة مرشحو إبنهس ، وحرمانهم من الحصانة البرلمانية ، التي كانت بمثابة الحلم الذي حلموا به كثيراً !!
وتتوالي دورتي (2010) و(2015) ، حتي كدنا لا نلحظ وجود أي مرشح قوي أو ذوشعبية جارفة من أبناء إبنهس ، ويكون لديه القدرة علي إعادة كرسي البرلمان ، لأجواء تلك القرية ، التي تبخطر أهلها عقوداً ، بتمثيلهم البرلماني لدائرة قويسنا !!
Amirshafik85@yahoo.com