
الأتراك والخروج من جلباب واشنطن
ما إن بدأ الأتراك بقصف مواقع وحدات الحماية الشعبية في بلدة إعزاز حتى تحركت الولايات المتحدة الأميركية بكل ثقلها لوقف الهجوم التركي.
ردود الفعل بعد الهجوم كانت سريعة فنائب الرئيس الأميركي سارع إلى الاتصال برئيس الوزراء التركي مطالبا بوقف الهجوم ومن ثم جاء الموقف الفرنسي ليؤكد ذلك.
الأتراك أوقفوا الهجوم واستجابوا للضغط الأميركي وهذا سلوك يحتاج إلى تحليل وقراءة هدفها فهم طبيعة العلاقة التركية الأميركية.
ردة الفعل الأميركية والاستجابة التركية السريعة تحتمل تحليلات كثيرة أرجحها أن أميركا تحد من الحركة التركية وتضغط عليها في أكثر من موقف وملف.
أميركا تتفهم سلوك وحدات الحماية الشعبية وفي بعض المحطات تراها تحميها من أي سلوك عدواني تركي وهنا يظهر التباين بين واشنطن وأنقرة.
هناك من يقول إن الأتراك يتفهمون الموقف الأميركي إلى حد المرونة في الاستجابة لهم، وبظني أن هذا تحليل ضعيف وعاطفي ورغائبي.
أما السؤال الأهم إلى أي مدى يمكن لتركيا تفهم الضغط الأميركي وماذا إذا وصل الأمر عظم الأمن القومي التركي فهل سيقبل اردوغان بالصمت المؤذي بلده وأمنها.
باعتقادي أن ثمة ثوابت تركيا لن تقبل أنقرة أن تمس تحت عنوان «الرضوخ للولايات المتحدة» ولعل إعزاز واحدة منها وستثبت الأيام القادة كل ذلك.
الإكراه الأميركي قد يكون مقبولا في مواقف بعينها لكنه يسقط أمام مصالح الأتراك الحيوية العليا وهنا أرجح أن الأتراك سيخرجون أحيانا من جلباب واشنطن.