الآن كلّنا نجلس القُرفصاء / كامل النصيرات

الآن كلّنا نجلس القُرفصاء

الذي يحدث وجعٌ طالما حذّرنا منه..الذي يحدث قلبٌ زادت نبضاته عن الحد المسموح..! من أرهق هذا القلب؟ إنكم لتعرفونه وتعرفون شؤونه..! قلنا لكم أكثر من مئة مرّة وقالها لكم ((الأرفل)) : الوطن ليس خديعةً كبرى ؛ الوطنُ حصن من يلوذ به ..فلماذا صار الحصن عقاباً وصار الوجود فوقه كالبطاقات المدفوعة مسبقاً ؛ يجب أن تدفع ثمن حياتك مقدّماً وبعدها لن تعيش كما تريد؛ مع انك دفعتَ الثمن..!
الآن كلنا نجلس القرفصاء؛ مع أن الغالبية منا لم تعد لديها أعصاب تحتمل هذه الجلسة..! ما يحدث ليس صدفةً وليس مؤامرةً أيضاً ؛ إنه جناية التراكمات التي صرخنا ألف مرة: إن كفّوا أياديكم عنّا..نحن نختنق ..نحن نموت..نحن نتلاشى..! وللأسف حتى لم نعد نسمع من طرف اللسان حلاوة..!
ما الذي يمكن أن يفعله (أرفل) وسط هذا كلّه..؟ كيف نخرج من بداية الاشتعال قبل أن يمتدّ ويمتدّ ويصبح ما تبقّى من خَضارٍ يابساً حطباً فلا يبقي ولا يذر لا سمح الله ..؟ إنها الحكمة وليس سواها ..ليس فرد العضلات..ولا البحث عن هيبةٍ كاذبة ..إنها مواجهة الحقيقة كلّ الحقيقة : التوقّف عن خنق الناس ..إعادة الأوكسجين للبشر..رفع الأيادي عن الجيوب..!
لا أحد مع التخريب ..لا أحد مع جرح وجه الوطن ..لا أحد مع العنف..لا أحد مع أي شيء يؤدّي إلى الفوضى ؛ لذا؛ طبّبوا الجرح قبل أن يفغر فاه ويصبح الخرقُ واسعا جداً على الراتق..
اللهمّ احفظ الناس واحفظ الوطن..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى