تقاسم العرب بين بريطانيا وفرنسا . . !

تقاسم #العرب بين #بريطانيا و #فرنسا . . !
موسى العدوان


في كتابه بعنوان ” بعد مائة عام لا زلنا نبحث عن دولة “، يقول الأستاذ سالم الفلاحات واقتبس :
” لقد كانت بعض #الوثائق الملحقة باتفاقية #سايكس_بيكو الأولى مروّعة ومنها: عُقد اجتماع في قصر لانكستر وسط لندن، في أول ديسمبر 1917، بين رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج، ورئيس وزراء فرنسا كليمنصو حول اتفاقية سايس بيكو المطروحة عليهما، مع رغبة ملحّة في ضرورة تعزيز التفاهم، بين الحليفين الكبيرين بريطانيا وفرنسا.
وجه رئيس وزراء فرنسا كليمنصو سؤالا إلى رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج : صارحني يا صديقي بما تريد حقيقه، حتى لا تظل بيننا فيما بعد شبهة خلاف. ويرد جورج : مطالبي هو العراق وفلسطين، فقاطعه كليمنصو ليسأله : هل هذا كل شيء تريده ؟ فأجابه على استحياء، أريد القدس.
ويسأله هل القدس آخر الطلبات ؟ فيقول جورج، كذلك أريد الموصل. ويتنهد كليمنصو كأنه يضيف بالصبر مكرمة جديدة، فيقول لجورج : حاضر . . خذ الموصل. سأل كليمنصو زميله جورج عن وعود عَرف أن الإنجليز أعطوها للشريف حسين أمير مكة، مقابل إعلان الجهاد الإسلامي ضد تركيا الخلافة.
رد جورج بقوله : هل تتصور يا صديقي أنني أقبل إلزام بريطانيا العظمى، بورقة تعهد أعطيناها لقبائل بدو همجية ؟ كنا نريد الحصول على فتوى تريح الهنود المسلمين، لأنهم عنصر مهم في قواتنا بالذات في الشرق الأوسط.
كنا نطلب منهم وغالبيتهم مسلمون، أن يحاربوا خليفتهم، وخشينا أن نعرّضهم لأزمة ضمير، كنا محتاجين إلى إعطائهم فتوى بالجهاد ضد هذا الخليفة، فتوى ممن هو اقوى من الخليفة في وجوب طاعة المسلكين، فتوى باسم محمد، أليس هو الجد الأكبر للشريف حسين ؟ “. انتهى الاقتباس.

  • * *
    التعليق : هكذا تتصرف الدول الاستعمارية في تدخلها بالدول الأخرى، باستغلال نقاط ضعفها من أجل خدمة مصالحها. فبريطانيا مثلا وفي ظل تقسيم الوطن العربي إلى دول ودويلات، اقتطعت الأردن من بلاد الشام، لتشكل منطقة عازلة بين دول المشرق العربي وإسرائيل، واعتبارها وطنا بديلا للفلسطينيين، المهجرين من ارضهم فلسطين في المستقبل.
    خرج الاستعمار البريطاني شكليا من الأردن عام 1956، بقرار من الملك حسين رحمة الله عليه، ولكن الأردن بقي مرتبطا في قضاياه المصيرية بشريان الحياة مع بريطانيا، إلى أن انتقل لاحقا من الحضن البريطاني إلى الحضن الأمريكي.
    وها هو الأردن يقدم اليوم للأمريكان 12 قاعدة عسكرية، مفتوحة على أراضيه لمدة 15 عاما، لا يمتلك السيادة عليها، ولا يستطيع التدخل بمن يدخل إليها أو يعمل في داخلها. كل ذلك تحت عنوان زائف هو ” التعاون بين البلدين الصديقين “.
    والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل احتلال هذه القواعد العسكرية على الأرض الأردنية، جرى بإرادتنا وبموافقة مجلس الأمة، أم فُرض علينا رغم إرادتنا ؟ ومهما كانت الإجابة، فالنتيجة واحدة، وهي إننا استقبلنا استعمارا وارتهانا أمريكيا جديدا، اخترق إرادتنا وسيادتنا بمختلف المعايير الوطنية.
    التاريخ : 15 \ 9 \ 2021

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى