يلا ننتحر / علي الشريف

يلا ننتحر

حين كنا اطفالا كنا نحب اغنية للفنان الراحل محمد ضياء الدين تقول كلماتها اضحك اضحك اضحك ليه تدايق وتزعل وتغضب اضحك دايما والعب واضحك.
فجاة يطل الابن ويقول لابيه بعد ضحكه طويلة بابا لو نسي بابا مرة يديني مصروفي اللي معودني عليه
ما كنتش ضروفه مساعداه ومعهوش فكه اعمل ايه
ازعل لا، اتضايق لا، اعمل اعيه
، يرد الاب نضحك طبعا نضحك يلا نضحك(ويضحك الجميع )
كنا نسمع هذه الاعنية نضحك مليء الشدقين نشعر باننا كنا نريد ان نطير في الهواء فالزمان كان غير الزمان كان بريئا بسيطا يرضينا فيه اي شيء ربما حبة سلفانا او ناشد ربما قنينة كازوز نتقاسمها جميعا ربما كان والدنا الذي يعود الينا منهكا اخر الليل يحمل ابتسامته الينا فنضحك لانه ابتسم.

اليوم تغيرت المفردات وتغيرت الحياة وكاني اسمع هذه الاغنية بشكل جديد وكلمات جديده واتخيلها في وقتنا الحالي كيف تكون مع وقت العوز والفقر والطفر وقلة الوظائف والفساد الذي ساد وضنك الحياة الحقيقي اتخيلها بواقعنا الحالي فكيف مفرداتها ستكون
يدخل الابن الى ابيه وبعد كشرة طويلة،
حجي لو نسي الحجي مرة يديني مصروفي اللي معودني عليه
وماكانتش ضروفه مساعداه اعمل ايه
اتداين لا
انصب لا
طب اعمل ايه .
يرد الحجي ” اسرق ويرد الجميع طبعا نسرق يلا نسرق .وتمتد الكشرة اكثرواكثر واكثر
هذا ما اتخيله في هذا الزمان وربما لو كان محمد ضياء الدين على قيد الحياة لاختار اغاني اخرى تناسب واقعنا الحالي بكل ما فيه من مصائب وكدر ونكد ولربما غنى الينا اغنية الاطفال الجديدة
بابا في حرامي
،سرق مني ايامي
وكندرتي وهندامي
ومعنديش غيار
طب اعمل ايه
اتظاهر .. لا
.اعتصم لا
طب اعمل ايه
ويجيب الاب” انتحر
فيرد الجميع
طبعا ننتحر
يلا ننتحر
ويذهب الجميع الى جسر عبدون للانتحار وفجاة يطل احدهم بسيارة سوداء شكله مسؤول فيعطيهم علبة سردين فليتقطون معها صورة سيلفي ويعودون لكن بدون الكالوت ولا الجرابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى