امنحوني لحظة للبكاء / علي الشريف

امنحوني لحظة للبكاء

اتذكر ان اخر دموعي كانت يوم ولادتي وكان القلب بعدها قد من حجر… لا تبكيني الحياة ولم يبكيني ان ارى عزيزا وقد مات.
اشياء غريبة تجتاحني …تبتلع دموعي كي يكبر في النفس الحزن ولا اعرف اين ارميه ولمن اشكيه ولمن ابث قسماته الممزوجة بالعذاب اشارك.
اريد ان ابكي ….على ماذا فلم اعد اعرف على من يكون البكاء ..هل يكون على شقيق ام شقيقة…على رفيق ام رفيقه….على صديق ام صديقه…. هل يكون البكاء على الصبر الامر من الصبر .
اريد ان ابكي فهل ابكي على وطن في بحار الدنيا تاه وعلى مراكبها فقد الحياة…هل ابكي على مسجد … على نبي …على سجادة الصلاة .على الماذن واجراس الكنائس لست ادري فكل شيء يحتاج للبكاء وانا لا احسن البكاء.
قد غدونا بقايا تلملم بقايا .. ماضون ونحن راكعون..عائدون ونحن راكعون ….لاوجاعنا راكعون لاحلامنا راكعون حتى لمن يسرقنا ويغتصب رجولتنا ويقتلنا راكعون.
كم انا شقي …حتى مل مني الشقاء فثمة دموع ترفض ان تخضب الوجنات..ثمة ارق يقتلني ولا اموت ثمة موت يحرقني ولا اصبح رماد… ثمة حزن يشربني ولا يرتوي.. وثمة وطن يحضنني ويذرف الدموع..
يسالني عن عجزي …عن جوعي وفقري..وعن صبري حتى عن فرحي الغائب ويبكي على امري وانا كجلمود الصخر بلا حراك …
اريد ان ابكي .. على مقادير الزمان التي فرت من ايادينا ..على الرجولة والفحولة … على اطفال تيتموا وامهات ثكالى ورجال بلا لحى ولا اشناب. على ياسمين يرتوي بالدم .. على فرات مخضب بالدم … على يمن سعيد بلا سعادة..على مسجد اصبح ذكر اسمه حرام او على شهيد اصبح قتيل الظلام اهل ابكي عليكم على نفسي ام على اعراب باتت العروبة عندهم توزع بالاوقية ..ام على اسلام كغثاء السيل او على حكومات لا تعرف لما وجدت ولاي شيء.
امر الدموع ليس بيدي ..ولا هو بامر ماقي العيون ولسنا نعلم متى يكون وكيف يكون باي لون واي رائحة وباي اب وام
اريد ان ابكي فدلوني على اي شي يكون البكاء ارجوكم احترت في امري وامركم فامنحوني لحظة للبكاء ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى