أصل الإنسان ذُبابة

أصل الإنسان ذُبابة / كامل النصيرات

بتُّ مقتنعاً بعد طول مشاهدة أن أصل الإنسان ذبابة؛ وقد يكون تطوّر بعد ذلك وصار قرداً؛ لكن هذه القدرة على تحمّل الأوساخ وصناعتها و اللعب بها والطيران حولها والموت في النهاية من أجلها تجعلني أعتقد اعتقاداً جازماً وحازماً وحاسماً وصارماً وقاطعاً وباتّاً أن أصل هذه الإنسان المنفوش ذبابة ولا تسوى..!

وعندما تطورت هذه الذبابة من ملايين السنين وصلت إلى هذا الحجم (المكعبل) فما عادت قادرة على الطيران..! إلاّ إنها احتفظت بجيناتها الأساسية وظلّت محافظةً على (زنّها)؛ ولم تترك المزابل رغم كلّ أشكال وأعماق (الحضارة) التي بنتها عندما صارت إنساناً..فهي كالذي يبني قصراً فاخراً وبعد أن تنتهي منه؛ تذهب وتنام في العراء أو عند بوابة القصر لأن الأصل يردّها إلى مكانها الطبيعي..!

تصرّفات البشر على امتداد المعمورة تثبت المرّة تلو المرّة أن التلذذ بالأمراض والتهتك العام و حالة (الفوضى الخلاّقة) والحروب المجانية و العولمة الحاقدة والخصخصة النازفة أن هذه الذبابة لا تستطيع أن (تقعد عاقلة). بل تظل تحوم وتحوم لتصنع مشكلة فقط. لتصنع ضجيجاً من أجل الضجيج..! فقط لتقول: إحمْ إحمْ نحن هنا..! فمن يراقب الذباب يرى ذات الذبابة التي تطردها وتطاردها تعود إليك مع أن مصيرها محتوم في النهاية إلاّ إنها (تموت في الشو والاستعراض) من أجل لا شيء..من أجل رقصتها الأخيرة..!

أيها الإنسان لا تنفش كثيراً..لا تتجبّر..فأنت والذبابة صنوان..إن غابت حضرت أنت..وأن جاءت شعرت بالغيرة وتحرّكت فيك جينات اللاشيء فصنعتَ حروباً ومعاركَ كي تظفر بحبّة بندورة معفنة..!

يا أيها الإنسان..يكفيك صنعَ مزابل.. وكفاية زنّ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى