“كنت أتمنى” / عبد المجيد المجالي

في معركة “ذات الوظائف” التي تدور رحاها حالياً بين المستعصم بالسلطة التنفذية عبدالله النسور والمعتصم بالسلطة التشريعية عاطف الطراونة، يوافق الأول على تخليص 100 أسير بطالة من أبناء وأقارب النواب دون أن ينتظروا مِنة ديوان الخدمة المدنية كعامة الشعب،لكن المستعصم بالسلطة التنفذية عبدالله النسور لم يوافق على التعيينات فوراً ،بدليل أنه بعث رسالة مع أحد جنوده الى المعتصم بالسلطة التشريعية عاطف الطراونة وجاء فيها :” بعد تردد توافق الحكومة على الطلب بتعيين الموظفين” ،هذا الأمر أغضب القائد عاطف الطراونة فبعث رسالة للنسور يقول فيها “كنت أتمنى أن يكون هذا التردد عندما تم اختيار شاغلي الوظائف العليا أو عند ترفيع بعض شاغلي الوظائف العليا أو حين تم منح الاستثناءات للتعيين لكل من وزارة الخارجية والداخلية والعمل ومجلس الأعيان وسلطة منطقة العقبة الخاصة”

الذي يقرأ الرسالتين يتبين له صحة ما يقال دائماً بأن البلد عبارة عن مزرعة لمجموعة إقطاعيين يتقاسموا خيراتها فيما بينهم ولا يطبق عليهم القانون الذي يجثم على صدور العمال فيحرمهم من أدنى حقوقهم !!

“كنت أتمنى” أن يكون الخلاف الدائر بين الرئيسين لأن كل منهما يحاول إثبات أحقيته بملاحقة الفاسدين وإسترداد المال المنهوب وجلب الإصلاح الحقيقي من إذنه بعيداً عن الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر..

“كنت أتمنى” أن يكون الخلاف مرده أن كل منهما يحاول إثبات أنه يحترم القانون أكثر من الآخر ويكره التجاوزات أكثر من الآخر ويحاول حل مشكلة البطالة أكثر من الآخر لا أن يتسابق الإثنان على الإنتقائية في التعيينات وعلى دفع المواطن الأردني ليفقد الثقة في عدالة ديوان الخدمة المدنية .

“كنت أتمنى” أن يسجل أي منهما طيلة فترة ترأسهما لمجلسي الوزراء والنواب موقفاً تذكره الأجيال ،حتى لو جاء هذا الموقف “بعد تردد” !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى