حماس في ذكرى التأسيس / عمر عياصرة

حماس في ذكرى التأسيس
تمر علينا في هذه الايام الذكرى الثامنة والعشرون لتأسيس حركة المقاومة الاسلامية «حماس»، وبين تلك الايام 1987 واليوم تطورت واحداث وتشكلت مشاهد.
قبل انطلاقة حماس كان المشهد النضالي الفلسطيني مقتصرا على القوى العلمانية «فتح والجبهات» مع قليل من جهد اسلامي مثلته الجهاد وبعض العمل الفردي الاخواني.
طبعا حماس هي حركة ولدت من رحم الاخوان المسلمين الذين ساهموا في النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي احيانا بجهود فردية واحيانا اخرى انضوى شباب منها تحت رعاية فتح مع مسافات قليلة اجتماعية وتربوية.
لكن ما جرى في اجتياح بيروت 1982 وبعد رحيل المقاومة من حدود فلسطين الى تونس واليمن والسودان وجد الاخوان انفسهم مضطرين لانشاء هيكلا نضاليا داخليا يملأ الفراغ.
هنا وفي ظروف اندلاع انتفاضة 1987 اعلن الاخوان عن حركتهم المباركة «حماس» في اطار من شعور وطني نضالي كفاحي وتحت عنوان زخم في القوة سمته «حركة المقاومة الاسلامية».
بعد ذلك بأيام ادرك الجميع أن المشروع الوطني الفلسطيني بات امام اثراء وخيارات، وانه لم يعد محصورا بتنظيمات منظمة التحرير الفلسطينية فقد حملت حماس مقاربة جديدة عنوانها الاسلام السياسي المعتدل.
اصبحت حماس اكثر وضوحا واهمية بعد توقيع فتح اتفاقية اوسلو، فقد انقسم المشهد الفلسطيني الى برنامجين احدهما التسوية والاخر المقاومة.
تعايش الخياران ايام حكم ابو عمار، وبعد وفاته قررت حماس الدخول في لعبة الانتخابات وتمكنت من اكتساح النتائج لكنها فشلت وبدأ الخياران بالافتراق.
حماس اليوم جزء من حالة الانقسام وقد تتحمل مسؤولية جزئية عنه، لكنها في المحصلة اثرت المشروع الفلسطيني وقدمت قادة شهداء عجزت كل تنظيمات الدنيا عن تقديم مثيل لهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اخي العزيز عمر … مقال جميل أشكرك عليه … وقد حمل في ثناياه حقائق لا يمكن تجاهلها … كنا نود لو عرجت قليلاً على تراجع حماس على المستوى القيادي والسياسي والعسكري حتى … حتى بات موقفها شكلاً للمقاومة لا اكثر … خصوصًا في السنوات الخمس الاخيرة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى