حِوارٌ..و…صُوَر

[review]

حوار..و…صور

قالت له…في أشدّ لحظات الألم لا يمكن للمرء أن يتخيّل أنْ ستأتي عليه لحظات أخرى يشكرُ فيها من ذبحه…ويمتنُ لمن جرحه

قال لها…تلك هي الصورة الموجبة للحالة التي نعيشها والتي لا بد ان تمر بمراحلها الزمنية اللازمة كي نراها أشد وضوحا…وتفصيلا

****

قال لها…عندما يموت الأب يشعر الأبناء أنهم ما عادوا كبارا…يشعرون ان الزمن عاد بهم إلى الوراء وأنهم بحاجة

الى مزيد من الوقت كي يكبروا

قالت له…وعندما تموت الأم….يشعر الأبناء أنهم كبروا فجأة وأن الزمن قفز بهم إلىحالة أخرى…ومرحلة أخرى…وأنهم ما عادوا أطفالا يمسكون بيد حانية كلما أرادوا أن يقطعوا دروب الحياة

قال لها…ذلك هو الوجه الخلفي للصورة التي يوقع عليها الزمان بقلمه…وكلما قرأناها نستذكر كلّ ما كان..وكم من الوقت مضى على الذي كان.

****

قال لها…إذا أحسن المرء الامتلاء بالحزن….يحسن الامتلاء بالفرح…وكأنّي بخابية أقدارنا تختزن لنا من كلّ شيء…شيء….حتى إذا ظمئنا امتلأنا بما تبتلُّ منه العروق ليعيد للنفس الحياة

قالت له….ذلك هو انعكاس الصورة في المرآة المستوية أمام نواظرنا…ولكن علينا ان ننتبه ان الشمال يمين واليمين شمال

****

قال لها….لماذا تضنّين عليّ بالحب…وكلّ جانحة فيك ترفّ بكلمةِ …أُحِبُّك…!!؟؟

قالت له…وكيف لي أن أبوح وأنا أحترق حبّا…وأشتعل فيك عشقا…وأخافُ إذا ما اقتربتَ مني أكثر أن تبتعد أكثر

فقلبي مثل جُرم ٍ ملتهب…. عليك ان تحافظ على مسافة أمان بينك وبينه

قال لها…تلك صورة مقلوبة في مرآة القلب المقعرة…كي تبدو اكثر وضوحا علينا ان نقف على مسافة ما من بؤرتها

****

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى