من قتل هاشم ؟ / د . عبدالله البركات

من قتل هاشم
ليس الستة رهط الذين تلوثت ايديهم بدم الزهرة هاشم هم فقط من قتله. نحن كذلك قتلناه. قتلته دورية السير والدرك التي عجزت عن حمايته حتى لو لم تكن هذه مهمتهم الاصلية فقد جاءهم هاشم وابوه وامه دخلاء، فحتى المرأة في الجاهلية والاسلام تجير وتحمي الدخيل. وقتله كل المحتفلين باعراسهم الذين يغلقون كل المسارب ويسيرون ببطء وعلى باقي الناس الانتظار حتى لو كانوا في حالة اسعاف. وقتله كل خريجي الجامعات الذين يحتفلون بشهاداتهم بنفس الطريقة. وقتله كل مطلقي النار في الاعراس والاحتفالات بدءً برؤساء مجالس النواب وانتهاءً بكل مراهق اعطاه ابوه مسدسه كي يشارك صاحبه فرحته ولو اصابت الرصاصة المرتدة طفلة تجلس في حضن والدتها في ليلة صيف قائض ، وقتله شيخ العشيرة الذي يهب للتوسط للقاتل واخراجه من السجن وليشرب القهوة التي يجب الا تبرد ، وقتله الشاب المتهور الذي لا يعرف معنى الاولوية في القيادة فالاولوية دائما له ولا يعرف للغماز في السيارة وظيفة الا تشغيله رباعيا اثناء الاحتفالات والفوارد، وقتله الشاب المخمور الذي اقتطف زهرتين شقيقتين في عجلون قبل سنة وقتله من اتاح له الخمر ومن تغاضى عن المخدرات قتله مدير المدرسة ومعلمها وشيخ المسجد وخوري الكنيسة الذين فشلوا في زرع اي قيمة عليا في طلابهم او رواد معابدهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى