
الرزاز إذ ينتصر …
من يقول إن دولة الدكتور عمر الرزاز وحكومته لم تحقق إنجازات وازنة وانتصارات كبيرة، إما أنه غير منصف أو أنه غير متابع. وما حققه الرجل وحكومته في ملف مأساة البحر الميت من نصر مؤزر أكبر شاهد على الإنجاز!
اليوم تمر ستة أشهر على مأساة البحر الميت التي حصدت أرواح اثنين وعشرين شهيداً وخلفت اكثر من ثلاثين مصاباً جلّهم من الأطفال في واقعة وادي زرقاء ماعين اللعينة، في تلك المأساة ثبت للقاصي والداني وللأعمى والبصير أن الحكومة التي يقودها عمر مسؤولة مسؤولية مباشرة لا تقبل التشكيك عن التسبب بها والفشل في معالجة نتائجها وتداعياتها.
يومها وفي الأيام التي تلت غصت البلاد ألماً وحزناً على الخسارة الموجعة، وتنافخت السلطات من القمة إلى القاع غضباً وتوعدت من يثبت تقصيره بأشد انواع العقوبة ودقت على صدرها وتعهدت للأمهات الثكالى بأخذ حق اطفالهن من المهملين اللامبالين العجزة. أمام هذا الحزن النبيل والغضب المؤقت سارع الرزاز الذي كانت كل أصابع الاتهام تشير لحكومته، سارع للإعلان عن تحمل كامل المسؤولية عن الكارثة وشكل لجنة للتحقيق وأقال اثنين من الوزراء المسؤولين مسؤولية مباشرة وطلب من النائب العام تحريك دعوى قضائية ضد أطراف معنية بالكارثة وتعهد بالأخذ بنتائج لجان تحقيق شكلها الملك ومجلس النواب لمحاسبة من قصر، وإصلاح ما يتم رصده من خراب في البنية التحتية والفوقية التي ادت لازهاق أرواح الضحايا وحماية الأردنيين مستقبلاً من أي كوارث إهمال مشابهة.
بعد امتصاص الغضبة الشعبية والرسمية ونجاح الرهان على موسمية الغضب وقصر ذاكرة الرأي العام تجاه الأحداث مهما عظمت في بلد منكوب بمسؤوليه مثل الأردن، بدأ دولة الرئيس بعكس اتجاه الإجراءات الناعمة التي اتخذتها حكومته فالوزيرة التي اقيلت تم تكريمها وتعيينها سفيرة لدى دولة محورية مثل اليابان، وتقارير اللجان الملكية والنيابية والحكومية تم حفظها في ثلاجة البلادة بعد تفريغها من محتواها وتقزيم توصياتها بوعود مائعة بالعمل على تعديل نظام هامشي ينظم الرحلات المدرسية وآخر ينظم سياحة المغامرة، ! أما الشهداء واسرهم فقد تم تحويلهم من ضحايا إلى خصوم مقابل حماية كل المقصرين الذين اجرموا بحقهم وحق البلاد!
بعد هذا النصر المظفر على أرواح الأطفال الأبرياء والنجاح المدوي في الحفاظ على ثروة البلاد من الفساد والتكلس والبلادة الرسمية لا أجد من الإنصاف أن ننكر على زعيم النهضة وحامل لوائها مثل هذه الإنجازات والانتصارات المخجلة، نحن وإن كنا ظلمنا فإننا لا ننكر على الرجال قدرها يا عمر!