القبة الحمراء (قصيدة)

[review]

Normal
0

false
false
false

MicrosoftInternetExplorer4

مقالات ذات صلة

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”جدول عادي”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
table.MsoTableGrid
{mso-style-name:”شبكة جدول”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
border:solid windowtext 1.0pt;
mso-border-alt:solid windowtext .5pt;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-border-insideh:.5pt solid windowtext;
mso-border-insidev:.5pt solid windowtext;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-font-family:SimSun;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

القبة الحمراء

عارف عواد الهلال

ألقى الخطيبُ على الأشهادِ خُطبَتَهُ

والسَّيفُ يَلمَعُ والأحداقُ تَتَّقِدُ

يدعو البيانَ إلى بَيداءِ حَومَتِهِ

جَذبَ العَنانِ ثَناهُ الفارِسُ الكَمِدُ

يوفي المقالَةَ لا تكبو فَصاحَتُهُ

طَبْقَ المفاصِلِ قولٌ حَزَّه الخَلَدُ

والصوتُ يصدَحُ والأصداءُ تُرجِعُهُ

والنَّفسُ واجِمَةٌ من فَرْطِ ما تَجِدُ

نَثرُ الكلامِ كَصَقلِ الهِنْدِ رونَقُهُ

منهُ الفَرائِصُ والأنياطُ تَرتَعِدُ

فَصْلُ الخِطابِ متى جادتْ قرائحُهُ

دونَ الخُطوبِ نَسيجُ الدِّلصِ والزَّرَدُ

إن أردفَ القولَ بالأرشاءِ يُرسِلُهُ

رِسْلَ الظِّماءِ لحوضٍ ماءُه ثَمِدُ

فَضلُ الرِّفادِ كَطَلِّ الغيثِ يُسبغُهُ

والكيدُ يُضمِرُهُ مكراً لمن جَحَدوا

قَرْمُ الهِجانِ إلى الغَلواءِ غَلوَتُهُ

والقَرمُ لا القيدُ يثنيهِ ولا الصَّفَدُ

إن حلَّ عَرْكُ الرَّحى ما حلَّ حَبْوَتَهُ

ثِبتُ الجَنانِ نَماهُ الثَّاقِفُ القَصِدُ

يومي بمِخصَرَةٍ صوبَ الأولي فَجَروا

سُمرُ القَنا شُرَّعٌ والخيلُ تَنْجَرِدُ

رُعبَ القلوبِ على الأعداءِ يَقذِفُهُ

حتى فَنيناهُمُ أشلاءُهمْ بَدَدُ

حلَّ الخرابُ دِياراً ليس يرتُقُها

خَصْفُ النِّعالِ ومن حَلُّوا ومن عَقَدوا

يومَ الوغي تألَفُ القَعساءُ عِزَّتَنا

ما كانَ يومَ عِراكٍ ساءَنا العَدَدُ

إن غابَ منَّا رهيفُ الحدِّ مُصْلَتُهُ

من ذِكْرِ جيلٍ تَولَّى جاءَنا المَدَدُ

قولٌ تَنوءُ بذاكَ القولِ هادِجَةٌ

من عيسِ نَجدٍ نضاها الصَّبرُ والجَلَدُ

ظلَّتْ زَماناً رِحالَ القومِ تَحمِلُهُ

من كلِ حَدْبٍ وصَوبٍ سيرُها الوَخَدُ

******

ضاقَ الحليمُ بقولِ الزَّيفِ يُزلِفُهُ

زُلفى الغَمامِ نَفاهُ الماءُ والبَرَدُ

*******

يا صاحِبَ القُبَّةِ الحمراء مَرْحَمَةً

كُظَّ الزِّمامَ ليلقى فألَكَ الرَّشَدُ

كيف القِراعُ برأسٍ قَرنُهُ أجِمٌ

والقومُ لا لَبَدٌ ضافٍ ولا سَبَدُ

حَسبُ الأماني كما الأمهارِ نعسِفُها

وقتَ الطِّرادِ وهذا دأبُنا الأبَدُ

لهفي على غُرَرِ الأيامِ تَعرِكُنا

تحت الثِّفالِ لهى أرحاءَها الأمَدُ

أقصِدْ رُويدَكَ ليس الحُرُّ يُطرِبُهُ

قَرْعُ الظِّنابِ بِساقٍ ظِنبُهُ عَرِدُ

*******

قال الخطيبُ رأيتُ الخوفَ مَبْعَثُهُ

في كلِّ نفسٍ رَخاءُ العيشِ والرَّغَدُ

إن رُمْتُمُ القولَ جَرَّدتُمْ مَعانِيَهُ

لا تعلمونَ متى قد يَزأرُ الأسَدُ

لستُ الذي قَصُرَتْ يومَ الرِّهانِ بِهِ

خَطوُ الطِّعانِ ولا مَنْ مَشيُهُ قَهَدُ

أو مَنْ إذا أبصَرَ الأهوالَ تَحْسَبُهُ

ربَّ الحِجالَ وهْوَ الرَّائشُ الحَصِدُ

مَنْ يَسمَعِ القولَ بعد الحُكمِ يَنقُضُهُ

ما ضرَّ نَكثُ بَغيضٍ هاجَهُ الحَسَدُ

فالدُّرُّ صِرْفٌ بِقَعْرِ اليَمِّ مكمَنُهُ

والزائفُ البَخسُ يُبدي زَيفَهُ الزَّبَدُ

إن قد أساءكَ مَنْ ناضَتْ مَعاقِلُهُ

دونَ السِّجالِ, أما دونَ العَمى الرَّمَدُ

*********

ألقى الخطيبُ على الأشهادِ خُطبَتَهُ

والحاضرونَ بذاكَ الجَمْعِ لا أحَدُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى